الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا أسلم النصراني قبل الموت يغفر له ما سلف

السؤال

يا حضرة الشيخ سؤالي هل يغفر الله للنصارى بعد ملايين السنين أم إلى ما لا نهاية لأنني أنا مسلم ولكن أختي مسيحية....وما هو أسلوب النجاة من فتنة الدين عند الموت؟ وهل الله يستجيب جميع الأدعية وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من مات على النصرانية لا يغفر الله له أبدا، ويدل لذلك عموم قوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] (النساء: 48). وقوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا] (النساء: 168-169).

وأما إذا أسلم النصراني قبل الموت فإن الله يغفر له جميع ما سلف، لقوله تعالى: [قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ] (الأنفال: 38)

وعليك بالسعي في هداية أختك ودعوتها إلى الله تعالى، لعل الله يهديها إلى الإسلام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري.

وأما النجاة من الفتنة عند الموت فمن أهم وسائلها الإدمان على ذكر الله تعالى لعل الله يجعلك ممن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. والبعد عن تعلق القلب بغير الله، لأن كثيرا ممن تعلقوا بخمر أو عشقوا محبوبا يلهجون عياذا بالله عند الموت بذكر ما تعلقوا به، وتوظيف الوقت في الطاعات دائما حتى لا يباغتك الموت إلا وأنت في طاعة وعمل صالح.

وراجع في استجابة الدعاء الفتوى رقم: 2395.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني