الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين رفض الزوجة وطلب الأم أن يبيت ابنها عندها أحيانا

السؤال

أنا متزوج منذ سنتين وتقيم والدتي وحدها بعد زواجي، وتريد مني أن آتي للمبيت عندها لمدة يومين فقط كل أسبوع وزوجتي ترفض، فهل لزوجتي هذا الحق، أريد أن أرضي زوجتي وأمي فماذا أفعل، كما أن زوجتي تغضب عندما آخذها لزيارة أختي المتزوجة كثيراً ولا تريد الإكثار من تلك الزيارات، فماذا أفعل حتى أرضي جميع الأطراف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أكد الإسلام على وجوب بر الأم وطاعتها بالمعروف، قال سبحانه وتعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا [الأحقاف:15]، وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.

وإذا علمت أن حق الأم بهذه المنزلة فعليك أن تحاول إقناع زوجتك بالذهاب معك إلى بيت أمك تلك المدة، وهذا الذي ينبغي لها فعله حيث تنال أجراً من الله لتعاونها على البر والتقوى، كما قال الله سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، أما إن رفضت الزوجة وكانت الأم مصرة على طلبها ففي هذه الحالة فالواجب بر الأم لأن الزوجة لا حق لها إلا في يوم وليلة من كل أربع ليال؛ كما قضى بذلك كعب بن سور واستحسنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أما بخصوص امتناع زوجتك عن كثرة زيارة أختك، فالظاهر أن الحق معها لأن الإكثار من الزيارات فيه تضييع للوقت والأعمال وهو ما لا ينبغي للمسلم أن يفعله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني