الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إسماع القرآن للمستهزئين به

السؤال

أسأل مركز الفتوى، أنا والعياذ بالله من كلمة أنا إنسان متطوع أردت الدخول على الشات الذين يجتمعون فيه الشباب والبنات وقمت بتشغيل القرآن الكريم من أجل أن أرشدهم على الطريق الصواب والذين يفعلونه ليس له أهمية في حياتهم وقاموا عليه يقولون لي حرام عليك لماذا تشغل القرآن هذا لا يجوز من هذا الكلام وأريد من سعادتكم الفتوى، وهل يلزمني شيء من الذي فعلته؟ ولكم الشكر والامتنان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تعريض القرآن الكريم لأن يرفع عليه الصوت لا ينبغي، لما فيه من تعريض السامعين للغو عند سماعه وهو من سمات المشركين، كما قال الله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت:26].

وقد نص العلماء على تحريم رفع الصوت على القرآن والحديث أخذاً من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2].

وبناءً عليه، فإنه يمكن أن تنصحهم أنت بنفسك وتعظهم أو تفتح لهم محاضرة علمية أو أناشيد هادفة، ولا تعرض لهم القرآن من باب سد الذرائع، لئلا يحملهم العناد على الوقوع في الحرام كرفع الصوت عليه أو الاستهزاء به، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108].

ولا يلزمك إلا التوبة ومواصلة الدعوة إلى الله في جميع الميادين، وأن تستخدم في كل حال الوسيلة المناسبة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14575، 34160، 1568، 1072.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني