الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب تجاه أصحاب السوء والمنكر

السؤال

نرجو من حضرتكم الإجابة عن هذا السؤل وجزاكم الله خيرا؛
هل يجوز العمل مع زملاء يقولون الكلام البذيء ولهم أخلاق سيئة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا مانع من حيث الأصل في العمل مع أشخاص يتصفون بما ذُكر، وعلى الأخ السائل أن يقوم بواجب النصيحة تجاههم، ففي الحديث: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

وينبغي له أن يصبر على هؤلاء لعل الله تعالى يهديهم على يديه، وفي الحديث: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. رواه الترمذي.

هذا، وإذا لم تفلح النصيحة ولم يُجد الوعظ مع هؤلاء الأشخاص وخشي الأخ على نفسه أن يصيبه شيء من أخلاقهم فينبغي عليه أن يعتزلهم ويتحول عنهم إن أمكنه، فإن الصاحب ساحب، والجليس مؤثر في جليسه، وفي الحديث: مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تشتم منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرقك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة. رواه البخاري ومسلم. وإذا لم يمكنه الانتقال من المكان الذي يجمعه مع هؤلاء فلينصرف عنهم بقلبه، وينشغل عنهم بعمله وبما ينفعه حتى يفتح الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني