الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة على عدم وجوب الاستعاذة والبسملة عند الاستدلال بالآيات

السؤال

هل يجب أن أستعيذ بالله وأقول البسملة قبل أن أقول أي آية من القرآن كأن أكون في نقاش وأستشهد بآية أم أكتفي بأحدهما (وأيهما) أو يكفي قال الله تعالى أو قال تعالى. ونفس الحال عند القراءة فأحيانا يكون مكتوب قال الله أو أي شيء من هذا القبيل فهل يجب علي هنا أن أستعذ بالله وأقول البسملة ولا أقول ما هو مكتوب من أشياء أخرى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله عز وجل من أراد من عباده أن يقرأ كتابه بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {النحل:98}.

ولهذا؛ ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الاستعاذة في بداية القراءة، وذهب الجمهور إلى ندبها واستحبابها.

وأما البسملة فيلزم الإتيان بها لمن أراد ابتداء القراءة من أول سورة ما عدا سورة براءة، وأما إذا ابتدأ بالأجزاء أو الأحزاب أو الآيات غير أوائل السور فالقارئ مخير إن شاء بسمل وإن شاء ترك البسملة، والأمر واسع، وقد وردت الأدلة على ذلك، ومن كتابة المصحف حيث كتبت البسملة في بداية كل سورة ما عدا براءة، هذا بالنسبة لمن أراد قراءة القرآن.

أما من أراد الاستشهاد على أمر أو الاستدلال على حكم فالأصل أنه لا يأتي بالبسملة ولا الاستعاذة، فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يستشهدون بالآيات القرآنية، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يستعيذون أو يبسملون، ففي صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ.

وفي خطبته صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وحجة الوداع: الناس لآدم وآدم من تراب. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. وقال صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. وهذه الأحاديث كلها صحيحة في الصحيحين أو غيرهما.

وهذا يدل على أن المستدل والخطيب والكاتب..... لا يستعيذ ولا يبسمل، وإنما يكتفي بقال الله تعالى، أو ما أشبه ذلك، مما يميز القرآن الكريم عن غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني