الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسبيح المرأة واستماعها لخطبة الجمعة في آن واحد

السؤال

أريد أن أسألكم عن حال امرأة تستمع إلى خطبة الجمعة وتسبح في نفس الوقت فهل هذا جائز؟ وهل الآية "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" تخص الرجال فقط خاصة أني علمت من إحدى أصديقائي أن البحوث العلمية توصلت إلى أن المرأة تستطيع أن تقوم بعملين في نفس الوقت. الرجاء التوضيح و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإنصات لخطبة الجمعة واجب، ويحرم الانشغال عنها ولو بمستحب كالذكر والتسبيح على الراجح من أقوال أهل العلم رحمهم الله، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة كما صرح به العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني وهذه نبذة من كلام أهل العلم في المسألة، قال الحصكفي رحمه الله في الدر المختار: فيحرم أكل وشرب وكلام ولو تسبيحا أو رد سلام أو أمرا بمعروف بل يجب عليه أن يستمع ويسكت. وقال الدردير في الشرح الصغير: (و) جاز ( ذكر) كتسبيح وتهليل ( قل سرا) حال الخطبة ومنع الكثير جهرا لأنه يؤدي إلى ترك واجب وهو الاستماع، والظاهر أن الجهر باليسير مكروه. وقوله جل وعلا: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه {الأحزاب: 4} شامل للرجل والمرأة، وعليه فلا تستطيع المرأة أن تقرأ أو تسبح وتعي ما يقوله غيرها في نفس الوقت وهذا واقع مشاهد، وهو أكبر شاهد على أن الآية عامة في الرجال والنساء، وأما ما حكاه لك صاحبك فالذي يظهر أنه ليس في خصوص هذه المسألة فيحتاج إلى تثبت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني