الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندما يقوم شخص بالطبخ كالشواء (شواء اللحم)يقوم الطباخ في بعض البلدان بوضع نوع من الخمريسمى واين على اللحم وذلك لإعطائه نكهة مميزة .هل يجوز للمسلم تناول هذا اللحم وخاصة أن البعض يقول إن الخمر يتبخر من اللحم أثناء الشواء. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيحرم على المسلم تناول الخمر شرباً أو أكلا، أو على أي وجه من الوجوه، قليلها وكثيرها، خالصة أو ممزوجة مع غيرها. يقول الإمام الذهبي في الكبائر: الخمر ما خامر العقل، أي غطاه سواء كان رطباً أو يابساً أو مأكولا أو مشروباً. وأجمع المسلمون على تحريم الخمر وإن قل بدون تقييد التحريم بالإسكار. يقول ابن حزم: كل شي أسكر كثيره أحداً من الناس، فالنقطة منه فما فوقها إلى أكثر المقادير خمر.. حرام ملكه وبيعه وشربه واستعماله على كل أحد. المحلى 478/7. وذكر الجصاص في أحكام القرآن: أن الأشياء المحرمة إذا خالطت الحلال حرم الحلال، وذكر منها الخمر إذا خالطت الماء. وقال ابن قدامة في المغني: وإن ثرد في الخمر أو اصطبغ ( ائتدم به) أو طبخ به لحماً فأكل مرقته فعليه الحد، لأن عين الخمر موجودة. وجاء في رد المحتار لابن عابدين: ولا يجوز بيعها ( الخمر)، ويحد شاربها وإن لم يسكر منها، ويحد شارب غيرها إن أسكر، ولا يؤثر فيها الطبخ ( أي في زوال الحرمة عنها). إلا أنه لا يحد فيه مالم يسكر منه. انتهى، ويعلل ذلك أن الخمر حرمت لعينها فلا يؤثر فيها الطبخ. وخلاصة المسألة: أن الحرمة باقية في الخمر وإن اختلطت بغيرها ما لم تكن قد عولجت قبل الخلط معالجة لا يبقى معها أي وجود لأي جزء من أجزاء الخمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني