الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأثير السلبي لمشاكل الزوجين على الأبناء

السؤال

بارك الله فيكم، سؤالي حول المشاكل المستمرة بين والدي ومنذ مدة طويلة جدا بحيث تولد الكره بينهما واستمرار هذه الحياة بينهما وأصبحت الحياة بينهما بدون احترام للمشاعر الإنسانية وفي كل مرة تحصل مشكلة بينهما أقع تحت ضغط نفسي كبير ولا أستطيع الاستمرار بحياتي بشكل طبيعي حتى أني لا أستطيع التدخل لحل المشكلة بينهما لأنهما يعودان لمناقشة أمور حدثت بالماضي بينهما كما أنني أشعر بمرض نفسي وحالة ضعف مردها هذه الخلافات المستمرة فبماذا تنصحوني هل أبتعد عنهما هربا أو أن أعمل على تلبية مطالبهما للانفصال على الرغم من عدم قدرتي على ذلك مع العلم بأني متزوج ولدي ثلاثة أبناء وعمري 30 عاما وأعيش بمنزل مستقل ولكن لدي أختان مازالتا تعيشان مع والدي وأخشى كلام الناس عن والدي بطلاقهما وفي هذا العمر أفيدوني؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالحرص على بر والديك، فإن حقهما في برهما والإحسان إليهما وصلتهما واجب مهما كان أمرهما، ولا يسقط ذلك بخلافهما ولا بفسقهما ولا كفرهما، ثم اعلم أن الخلاف بين الزوجين مسألة طبيعية فلا تقلق بسببها، وقد كان الأولى بهما أن لا يبحثا مشاكلهما أمام الأولاد لأن ذلك يؤثر على الأولاد وإذا بحثا خلافاتهما بحضرتك وأمكنك الإصلاح فلا تتوان فيه عملاً بقول الله تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ {النساء: 114}. وحاول أن تبين بحكمة لكل منهما ماله وما عليه من الحقوق حتى يؤدي ما عليه ولا يطلب ما ليس له، ثم إنه إذا تفاقمت المشاكل بينهما وتعذر استمرار الحياة الزوجية، فإن من محاسن الإسلام في هذه الحالة إباحة الطلاق، وقد يرزق الله كلا منهما خيرا من صاحبه، قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ {النساء:130}.

وإذا رفض الزوج الطلاق وكانت الأم راغبة في الانفصال فإن الله تعالى أباح لها طلب الخلع، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49153، 16844، 34602، 35313، 27662.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني