الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قارئ القرآن يقرؤه في الآخرة كما كان يقرؤه في الدنيا

السؤال

ما صحة ما سمعته بأن القرآن يرفع أو ينسى في الجنة إلا سورة البقرة، سمعت أن هذا مذكور في كتيب اسمه (خصائص القرآن) ولكني لم أجد ذلك الكتيب، أفيدوني بالأدلة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القول بأن القرآن يرفع أو ينسى في الجنة إلا سورة البقرة يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة لأنها مسألة غيبية لا تقال بالرأي، وأيضاً هذا القول معارض لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحمد وأبي داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. صححه الألباني.

فالحديث صريح أن قارئ القرآن يقرؤه في الآخرة كما كان يقرؤه في الدنيا، وأن منزلته في الجنة عند آخر آية، والحديث أخرجه ابن ماجه عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ: يقال لصاحب الجنة: اقرأ أو اصعد، فيقرأ أويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه.

وأخرج الحاكم عن عائشة قالت: عدد درج الجنة من آي القرآن، فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة. قال الخطابي: فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقية من الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. انتهى.

وليس في شيء من الأحاديث أن الترتيل المذكورة لسورة البقرة فقط، بل الظاهر أنه في القرآن كله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني