الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ عند آيات العذاب

السؤال

لدي سؤلان هما كالتالي: السؤال الأول: يخص قراءة القرآن فلقد سمعت أن من آداب قراءة القرآن أن يسأل الشخص الله إذا قرأ آية فيها الخير كالجنة أو توسيع الرزق أو تسهيل أمور العبد وغيرها من الخيرات العظيمة وأن يتعوذ الشخص من النار مثلاً إذا قرأ آية فيها النار أو العذاب أو هول الآخرة أو يوم القيامة أو غيرها من الأهوال الدنيوية أو الأخروية فما صحة هذا الكلام أفيدوني أفادكم الله؟
أما السؤال الآخر فهو: ما المقصود بحديث إذا سمعتم صياح الديكة فأسألوا من فضل الله هل المقصود هنا الرزق أو أي أمر يريده الشخص؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أهم آداب تلاوة القرآن الكريم تدبر معانيه والتفاعل معها امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {ص:29}، وما أشار إليه السائل الكريم من السؤال والتعوذ عند المرور بالآيات المناسبة صحيح، فقد كان نبيناً صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح يعيشون مع القرآن ويتأملون معانيه عند التلاوة وفي صلاة القيام، ويدعون ويسألون ويتعوذون...

ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مسترسلا، إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بآية سؤال سأل، وإذا مر بآية تعوذ تعوذ.

وعن مالك بن عوف الأشجعي رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ. رواه أصحاب السنن.

وتدبر معاني القرآن والدعاء عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ عند آيات العذاب يكون في جميع الأوقات وعلى كل حال، إلا أن هذا النوع من الدعاء يجتنب في صلاة الفريضة.

وأما السؤال الثاني، فإن الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم حديث صحيح، ولفظه كما في صحيح البخاري وصحيح مسلم: إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطاناً.

والمقصود من الأمر بسؤال الله تعالى من فضله أن يسأل المسلم ربه سبحانه وتعالى من خيري الدنيا والآخرة في ذلك الوقت الذي هو مظنة لاستجابة الدعاء، وهو وقت حضور الملائكة، وفضل الله تعالى يشمل كل ما يحبه المسلم من الهداية والاستقامة وسعة الرزق وكثرة الولد... والفوز بالجنة والنجاة من النار، أو أي أمر آخر فكل ذلك من فضل الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني