الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخدام السيء للقنوات الفضائية ومسؤولية الزوج

السؤال

عندي جهاز دش، ولقد قمت بتشفير معظم القنوات فيه ما عدا بعض القنوات الإخبارية والأخرى التي يغلب عليها الطابع الديني واحتفظت لنفسي فقط بكود إزالة التشفير، المشكلة أن زوجتي رغم أنها على قدر طيب من التدين إلا أنها ترى أن في ذلك إنتقاصا من كرامتها وحريتها وأن المفروض أن أزيل تشفير القنوات أو اعلمها بالكود بحجة أن كل إنسان مكلف وهو مسؤول عن أفعاله، رغم أنني قمت بذلك بسبب أنها تتابع أحياناً المسلسلات وربما الأفلام، وخوفي من الله وكذا من منطلق " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" هو الذي جعلني أقوم بهذا التشفير، الرجاء إفادتي وبخاصة إذا أدى هذا الموضوع إلى شقاق بيني وبين زوجتي، مع العلم بأن والدتها ستقوم بزيارتنا قريباً وقد تمكث عندنا فترة وهي من هواة مشاهدة المسلسلات بكثرة، وهل يكون علي إثم بسبب مشاهدة الأخرين للمسلسلات والأفلام في بيتي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا كيف يستفاد من القنوات الفضائية، وواجب أرباب الأسر إزاء هذه القنوات، وراجع فتوانا رقم: 14366.

وقد بين الله مسؤولية الزوج عن زوجته وأولاده. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}، وفي الحديث الشريف: كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته. متفق عليه.

وعليه، فلا يجوز لك أن تزيل تشفير القنوات أو تعلم زوجتك الكود، طالما أنك تعلم أنها ستستخدمها فيما لا يحل، وقدوم والدة الزوجة لا يحل محرماً، وعليك أن ترضي زوجتك ووالدتها بالأشياء المباحة، وتعتذر لهما عن استعمال الجهاز في المسلسلات والأفلام التي لا يجوز مشاهدتها، وتقنعهما بأن مراعاة حدود الله أولى لكل منهما.

وإذا مكنتهما مما تريدان، فاعلم أنك آثم من جهة أن الجهاز جهازك وأنت المتسبب في مجيئه للبيت، ومن جهة أن البيت بيتك وأن الأهل أهلك، ولم تحل بينهم وبين الحرام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني