الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكران.. مسه للمصحف.. وتلاوته للقرآن

السؤال

سؤالي هو: هل يجوز للسكران من فقد عقله أن يلمس المصحف، وهل يجوز له أن يقرأ القرآن بعد ذلك بيوم أو أكثر مع العلم بأنه لا تقبل له صلاة لمدة 40 يوماً أو أكثر، هذا سؤالي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فذهاب العقل بسبب السكر مبطل للوضوء، وغير المتوضئ لا يجوز له مس المصحف إلا إذا كان حدثه أصغر، وكان مسه للمصحف بقصد التعلم أو التعليم، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 1635، والفتوى رقم: 1795.

وتجوز له قراءة القرآن في حال سلامة عقله بشرط أن يكون غير جنب، وراجع الفتوى رقم: 12060.

وراجع شرح حديث عدم قبول صلاته أربعين يوماً في الفتوى رقم: 12543، والفتوى رقم: 12276.

ثم إن المعاصي لا تمنع قبول طاعات صاحبها منعاً كلياً، وإنما تمنعه القبول التام إذا سلم من الشرك بالله تعالى.

ففي تفسير القرطبي عند تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ قال ابن عطية: المراد بالتقوى هنا اتقاء الشرك بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي للشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني