الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القذف والاتهام بما يدنس العرض أعظم في شأن الزوجة

السؤال

سيدي أنا سيده عمري 33 سنة متزوجة منذ 6 سنوات و لدي طفلان، وأعمل بهيئة مرموقة ونعيش بمستوى اجتماعي مرموق والحمد لله، مشكلتي أن زوجي (40 سنة) يشتم كثيرا بسبب وبدون سبب ، فمثلا عندما أجهز له الطعام يقول لي أين المياه يا غبية أو يا حمارة، ويمكنك القياس على هذا في كافه نواحي الحياة، وعندما أغضب وأتحدث معه بأن هذا الأسلوب يثيرني ويضايقني بشدة يقسم لي أنه يحبني جدا وأنه كان يمزح معي كنت أتساهل معه لكي تستمر الحياة وتسير، المشكلة أن الشتائم زادت عن الحد لدرجة أنه في إحدى المشاجرات قال لي باللفظ عندما كنت أتناقش معه (بلاش شغل التعريس ده) وكذلك يا (وسخه) ناهيك عن شتائم أخرى، سيدي أنا منذ هذه المشاجرة لا أتحدث معه وعندما يحاول أن يكلمني أرد عليه باقتضاب وباختصار شديدين وذلك لكي أحد من هذا السيل من الشتائم ولأني كرهت الكلام معه، أرجوك أن تساعدني وتنصحني ماذا أفعل معه علما بأني كلمته كثيرا في هذا الموضوع دون الوصول لنتيجة تذكر وتوصلت لقرار أن علاقتي به ستقتصر على مناقشه شؤون الأولاد فقط وذلك حفاظا علي ما بقي لي من كرامة علما بأن زوجي يترك مسؤوليه الأولاد بالكامل على كاهلي وإذا طلبت منه إحضار ابنه من المدرسة مثلا لظرف طارئ في عملي أو الذهاب بأحدهم للطبيب يكون نصيبي سيل من الشتائم وهو لا يعطيني مصروفا إطلاقا سواء لي أو للأولاد علما بأنه يصلي وملتزم. أرجو معرفه ردكم في أقرب فرصة ومعاملتي له ستستمر على هذا المنوال حتى يصلني ردكم وسآخذ به إن شاء الله
شكرا على مساعدتكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول لهذا الرجل أولا: إن حماية أعراض المسلمين والمحافظة على سمعتهم وصيانة كرامتهم مطلب من مطالب الإسلام، وغاية من غاياته، ولهذا، فالشرع يسد الباب أمام الذين يلتمسون العيب والنقيصة للبشر، فيمنعهم من أن يجرحوا مشاعرهم ويلغوا في أعراضهم، ويحظر أشد الحظر إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ويحرم القذف تحريما قاطعا، ويجعله كبيرة من كبائر الذنوب، ويوجب على القاذف ثمانين جلدة، ويمنع شهادته ويحكم عليه بالفسق واللعن واستحقاق العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، ما لم يأت بما لا يتطرق إليه الشك من إقرار أو ظهور حمل ممن لم يكن لها زوج، أو شهادة أربعة شهود على حالة قلما تتحقق.أو الملاعنة في حق الزوجة.

وبهذا يعلم حرمة أعراض المسلمين عموما، وخطورة انتهاكها، ولا شك أن القذف والاتهام بما يدنس العرض أعظم في شأن الزوجة، لأن الله عز وجل أمر بمعاشرتها بالمعروف، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها في أكثر من حديث، وقد بينا حرمة سب الزوج لزوجته وكيفية علاج مثل هذه ا لأمور في فتاوى كثيرة، منها الفتوى رقم: 54632 ، والفتوى رقم: 9560. والفتوى رقم: 55702

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني