الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصر في العمل ينصح وإلا يرفع أمره للمسؤول

السؤال

سؤالي عن سلوك الموظف المسلم ... وقبل الإجابة يجب أن تعلم أني أخاف الله جداً وعمري ما ظلمت مسلما متعمدا لأن الظلم ظلمات يوم القيامة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حاجز، سؤالي يتلخص في (ماذا يفعل الموظف المسلم إذا رأى ظلماً في العمل ؟) سأحاول باختصار سرد قصتي : في العمل يوجد المدير العام سأرمز له بالرمز (1) وهناك من هو تحته ورمزه (2) وهناك من هو تحته (3) وعمرهم يتراوح بين ال45 و 52 عاما وتحتهم عدد سبعة من الشباب عمرهم من 25 إلى 34 عاما. والموضوع أن اثنين من الموظفين يسلكون سلوكا غير سوي بمعنى أصح أن أحدهما كذلك والآخر يقلده ويمشي وراءه، بمعنى أنهما يحضران العمل متأخران نصف ساعة أو ساعة وينصرفان في نصف اليوم أو قبل انتهاء العمل بساعتين أو ثلاثة ويذكرون العديد من الأعذار التي لا حصر لها وهذا يحدث يومين أسبوعياً تقريباً ويجعلون رقم (2) أن يحسبها لهم مأمورية رسمية حتى لا تحسب عليهم إجازة عارضة أو خروجا بدون إذن وهذا نتيجة أنهما يقدمان بعض الشغل والخدمات والمصالح الشخصية والهدايا ... إلخ خارج الشركة لرقم (2) وبالتالي يعوضها لهم رقم (2) داخل العمل !! ، أما بالنسبة لي ولباقي الشباب فإننا ملتزمون بالحضور والانصراف وأداء العمل وبذل الجهد والإتقان وحتى لا أكون ظالماً فالاثنان غيرالملتزمين أيضاً يعملون ولكن بدون تركيز وكل التفكير ذاهب إلى كيف سننزل اليوم وما هي الحجة الجديدة وبالتالي نضطر نحن الملتزمون آسفين إلى استكمال أعمالهم بدافع المصلحة العامة للعمل وأحياناً نتيجة إلحاحهم لنا (بعد إذنك اعمل لي كذا لأني نازل مشوار ضروري ، أو زوجتي مريضة ، أوأخي قادم من السفر ....إلخ من الأعذار التي لا تنتهي ) ... ومع الأسف هناك تساوي داخل العمل من حيث المكافآت أو المميزات الأخرى بل وأحياناً يتم تفضيلهم علينا في الحوافز وهذا ليس عدلا , وللأسف رقم (1) طيب جداً ولا يخجل أحد ا ويحاول الكثيرون نقل الصورة له ولكن رقم (2) قوي الشخصية بالإضافة إلى قوة الخدمات التي تقدم له..... ما دوري كمسلم ؟ هل إذا نزلوا وسط اليوم ليذهبوا إلى المقهى لشرب الشيشة أو .... إلخ، هل إذا سأل أحد عنهما وقلت له الحقيقة يعتبر ذلك فتنة أم أسكت وأتستر عليهم ؟ (هذا الوضع منذ 3 سنوات).ومؤخراً أخذ أجازة ثلاثة شهور للسفر للخارج بدون مرتب ولكنني عن طريق الصدفة اكتشفت أنه تم تسجيله حضور وانصراف في العمل لمدة شهر من هذه الشهور الثلاثة !. لأنه أيضاً يقدم الكثير من الخدمات لبعض العاملين بالشئون الإدارية!. هذا فساد إداري وظلم واضح جداً . وأصبحت لا أستطيع الصمت ، وأشعر أني أتستر على جرائم ترتكب! ففكرت أن أرسل العديد من الرسائل الإلكترونية لرئيس مجلس إدارة الشركة ولرقم (1) وأحكي لهم ما يحدث ولكن بصورة غير مباشرة وبدون ذكر اسمي أو أسمائهم ,,,, فهل هذا حل جيد؟ أم أن هناك شيئا آخر يمكن أن أفعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. ولاشك أن هذا الذي تذكره عن زميليك ـ إن صح عنهما ـ منكر، وأن الواجب عليك إذا اطلعت عليه تغييره، وذلك بنصح هذين الزميلين وتخوفيهما بالله عز وجل. فإن تابا وأقلعا عن فعلهما فالحمد لله، وإن لم يقلعا رفعت أمرهما إلى المسؤولين، وبذلك تبرئ ذمتك، وإذا تحقق هذا بدون ذكر اسمك أو أسمائهما لم يحتج إلى ذكر ذلك، وراجع الفتوى رقم: 52279.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني