الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السؤال هو: أنا دكتور وكانت امرأة مريضة تراجعني بين الحين والآخر لأجل علاجها لكي تنجب، وبالفعل حصل ذلك -أي حملت المرأة- المشكلة تكمن في أني فحصت زوجها وتبين لي أنه غير قادر على الإنجاب بتاتاً، السؤال هو: هل أخبر زوجها بهذا الأمر أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يفهم من قولك إن نتائج فحص زوج المرأة تثبت أنه غير قادر على الإنجاب هو أنك تعتقد أن المرأة إنما حملت من زنا، وأن زوجها ليس هو صاحب هذا الحمل، وهذا خطير للغاية، وإن نطقت به كان قذفاً لتلك المرأة، وقد قال الله تعالى في القذف: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:4}، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}.

وعد النبي صلى الله عليه وسلم القذف من الموبقات السبع، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر.... إلى قوله: وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

وعليه، فلا يجوز لك أن تخبر زوج المرأة بما ذكرت؛ لأنه أولاً: قذف للمرأة، ولأنه ثانياً: سيؤدي إلى الفساد بينهما، ولأنه ثالثاً: أمر غير محقق؛ لأن نتائج الفحوص تكون في الغالب ظنية وليست قطعية، مع أنها لو افترضنا قطعيتها لما كان ذلك مبيحا لما ذكرت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني