الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانشغال بالطفل لا يسوغ ترك الصلاة

السؤال

قرأت جميع المسائل المتعلقة بالأزواج ولم أجد شبيها لمسألتي؛ ألا وهي: أنني شاب تزوجت قبل سنة ونصف وعمري 27 عاما بابنة عمي، مع العلم بأنني متدين وهي عكسي تماماً بالرغم من ذلك تحدثت معها كثيراً حول الصلاة وأمور الآخرة، أصبحت تصلي مرةً وتتركها عدة مرات بحجة أنها لم تجد وقتا لانشغالها بابننا وأمور المنزل ولايفوتني أن أذكر لكم أن أهلها لايوجد فيهم أحد يصلي بل يعتبرون أن الذي يصلي شخص زاهد من الدنيا "حسب مافهمته من حديثهم." كنا نسكن مع أسرتي إلا أن المشاحنات بدأت تطل برأسها واستمرار المشاكل يومياً مع والدتي. استأجرت منزلاً لنا، أصبحت تكثر من طلباتها الشخصية والتي لست مقتنعاً بها وكل ذلك خصماً من مصروف أبي المقعد وإخوتي الصغار. لاحظت عندما يحضر أحد إخوتي إلى المنزل يتغير وجهها كل مرة تذهب إلى أسرتها تأتي متغيرة. وكل مرة أتحدث معها حول أمورنا المنزلية تغضب وتقول لي: إني ذاهبة إلى بيت أبي."بحجة أنها لاتستطيع الجلوس وحدها في المنزل حتى عودتي من العمل". رغم كل ذلك؛ احتاج أخي رسوم الجامعة ولم يكن معي المبلغ؛ وعلى الفور أخرجت ذهبها وأعطته لي: وقالت لي بعه وادفع رسوم الجامعة حتى لايفصل من الدراسة. عوضتها عن ذهبها بأحسن منه. إلا أن شيئاً لم يكن كل يوم أكن خارجاً للعمل تطالبني بالمصروف " الشخصي" حتى لا يكون عندي مال فائض وأعطيه لشخص ما " حسب كلامها" وها أنا ذا أضع بين أيديكم سبب أرقي وسهري حتى أقرأ ردكم الشافي إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يصلح لك زوجك وأن يهديها سبيل الرشاد، أما بشأن تقصيرها في الصلاة، فهذا أمر غاية في الخطورة، فعليك بنصحها فإنك مسؤول عنها لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ {التحريم: 6}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته. الحديث متفق عليه. فلا تأل جهدا في نصحها وإلزامها بالمحافظة على الصلاة، وليس الانشغال بالطفل وأعمال المنزل ولا غيرها من الأعمال- مهما كانت- مبررا لترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، فكيف تريد أن يتربى أولادك على الإسلام والأخلاق الفاضلة على يد من يقصر في أعظم ركن من أركان الإسلام، ففاقد الشيء لا يعطيه. أما عن طلباتها الكثيرة، فمن حقها طلب نفقتها ونفقة طفلها بالمعروف، وما زاد على ذلك فلا يجب عليك إعطاؤها إياه، إلا من باب الفضل والإحسان ومن حسن العشرة، وقد قال الله سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. فننصحك بالصبر على زوجتك وتعليمها أمور دينها، فإنها نشأت في بيت لا يعرف أهله الإسلام، عرفنا ذلك من قولك إن أهلها لا يوجد فيهم أحد يصلي. واحرص على أن يكون لها صواحب طيبات قنوعات، وحاول إبعادها عن صديقات السوء، وعن كل من يعمل على إفسادها ولو كانوا أهلها بدون قطيعة رحم، واعمر بيتك بذكر الله من أشرطة نافعة وكتب مفيدة وقصص هادفة. واستعن بالله والجأ إليه بالدعاء أن يصلحها ويهديها، وردد قول الحق تبارك وتعالى: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً{الفرقان: 74}. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني