الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: (كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم..)

السؤال

جزاكم الله خيرًا على مجهوداتكم في مجال الدعوة لدين الله.
ما صحة إسناد سبب نزول قول الله تعالى في سورة مريم: "وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ"، فقد سمعت أن من أسباب نزول هذه الآية الكريمة أن الرسول الكريم محمدًا صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عن سبب تأخره في النزول عليه، فأجاب جبريل: وكيف أتنزل عليكم وأنتم لا تستاكون، ولا تقصون أظفاركم، وأنتم لا تنقون براجمكم؟ ثم نزلت هذه الآية الكريمة، فهل ورد هذا السبب لنزول الآية بسند صحيح، أو حسن؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على من صحح الخبر الذي سألت عنه، وإنما وجدناه في بعض كتب التفسير، ففي الدر المنثور: أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال: أبطأت الرسل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه جبريل، فقال: ما حبسك عني؟ قال: كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم، ولا تنقون براجمكم، ولا تأخذون شواربكم، ولا تستاكون، وقرأ: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) {مريم: 64}. ومثله في تفسير القرطبي.

وهذا الخبر لا نراه صحيحًا لسببين:

الأول: أنا لم نجد من صححه أو حسنه، ممن يعتمد تصحيحهم وتحسينهم، بل لم يرد له ذكر في كتب هؤلاء.

والثاني: أن جبريل إنما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك شيئًا من هذه الخصال التي ذكر في الخبر المذكور أنها سبب امتناع جبريل عن النزول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني