الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإيمان بوجود الحسد والعين من صميم العقيدة

السؤال

هل إيماني بالحسد يدخلني بالشرك الحرام؟ حيث إني أعرف بعض الناس المعروفين بحسدهم للناس على أي شيء وإذا حضروا لبيتي لابد أن يحصل لي مكروه سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإيمان بوجود الحسد أو العين من عقيدة المسلم، فقد جاء ذلك في نصوص الوحي من القرآن والسنة.

قال الله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا {النساء: 54}.

وقال تعالى: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {الفلق: 5}.

وقال تعالى حكاية عن نبيه يعقوب عليه السلام: وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ {يوسف: 67}.

قال أهل التفسير خاف عليهم من العين.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: العين حق. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

وعلى هذا، فالإيمان بوجود الحسد أو العين لا يعتبر شركاً ولا حراما، بل هو من صميم العقيدة، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يهتم بذلك أو يخاف منه دائماً حتى يكون شغله الشاغل، فيكون مدخلاً للشيطان يوسوس له به أو يخوفه منه دائماً.

فكل شيء بقضاء الله وقدره، وعلى المسلم أن يتعوذ بالله تعالى ويتحصن به من كل شر أو مكروه يخافه.

فإذا حضرك من تخشين منه الحسد أو العين، فاقرئي سورة الإخلاص والمعوذتين، فما تعوذ أحد بأفضل من المعوذتين.

ولمزيد من الفائدة نرجو الإطلاع على الفتوى رقم: 24972.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني