الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن كله بركة وشفاء

السؤال

هل يمكن استخدام القرآن لتسبيب أذى بدني لإنسان؟ وما حكم من يستخدم القرآن لتسبيب الأذى الجسدى لمسلم آخر له معه خصومة أو يخاف أن يصيبه منه ضرر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقرآن كلام الله أنزله رحمة وشفاء للمؤمنين قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}.

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57}.

وقال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى {فصلت: 44}.

وعليه، فالقرآن كله بركة وشفاء، ولا يكون سبباً في إدخال الأذى والضرر، وقد يوجد بعض المشعوذين الذين يقرؤون بعض القرآن ويضيفون إلى ذلك بعض التعاويذ غير المفهومة أو أسماء شياطين وشبه ذلك، فهذا يعتبر من باب الشعوذة والسحر الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد يحصل بسببه ضرر للشخص في بدنه أو ماله أو نحو ذلك.

وراجع لمزيد عن هذا الموضوع في الفتاوى التالية أرقامها: 6347، 1653، 20371.

وإيذاء المسلم معصية عظيمة لا تجوز قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب: 58}.

وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم.

واللائق بالمسلم هو أن يتحلى بالمعاملة الحسنة لكل الناس خصوصاً من كانت بينه وبينه خصومة فيصبر على أذاه ويعفو عنه ويصفح امتثالاً لقوله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34}.

وقال تعالى : فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 2732.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني