الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على الميت بعد دفنه وصلاة الغائب عليه

السؤال

أنا من كوسوفا، وقد حصل لي النقاش مع أحد زملائي عن هذه المسألة: كما هو معلوم لديكم أن خلال الحرب في كوسوفا قتل عدد كثير من المسلمين لكن الصرب أخفوا جنائزهم، و بعد الحرب بأمر من المشيخة الإسلامية صلي عليهم على الغائب، والآن بعد 6 سنوات وجد جثث بعضهم، في هذه الحالة ما ذا نعمل هل نصلي عليهم مرة أخرى، و إذا صلينا هل تكون الصلاة عليهم قبل الدفن أم بعد الدفن.أفتوني مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في الصلاة على الميت بعد دفنه لمن فاتته الصلاة عليه من الحاضرين أو كان غائبا فحضر بعد دفنه، ولا حرج أيضا في الصلاة عليه صلاة الغائب وشرط المصلي على قبره أو الغائب عنه أن يكون من أهل الصلاة عليه وقت دفنه، أما إذا كان ليس أهلا للصلاة عليه عند دفنه كأن يكون كافرا أو امرأة حائضا عند دفنه فلا تشرع له الصلاة على قبره ولا صلاة الغائب عليه بعد ذلك. وعليه، فلا حرج في الصلاة على الأموات المذكورين قبل دفنهم وبعده، ويسقط فرض الصلاة على الميت عن الحاضرين بصلاة الغائبين عليه، وشرط سقوطها عنهم أن يعلموا بها ولا إثم عليهم إذا لم يمكنهم الصلاة، أما إذا لم يعلموا بصلاة الغائبين فلا يسقط الفرض ولا إثم التأخير إلا إذا كان هناك مانع من صلاتهم عليه ، والحالة التي ذكرتموها في سؤالكم يظهر منها أن الحاضرين لم يتمكنوا من الصلاة على الأموات بسبب إخفاء الكفار لهم وفي هذه الحالة تجزئ صلاة الغائب عليهم لأنه تعسر الوصول إليهم. وقد نص العلامة ابن حجر الهيتمي على أن البلد إذا كبرت وشق الحضور إلى الميت للصلاة عليه، فإن لمن شق عليه ذلك أن يصلي عليه صلاة الغائب وهذه الحالة أولى. وعليه، فلا حرج في تكرار الصلاة على هؤلاء المذكورين قبل دفنهم وبعده ولا تجب؛ لأنه قد صلى عليهم وجازت صلاتكم عليهم الآن لأنهم لم يدفنوا حتى هذا الوقت كما ذكرتم، وهذا كله لغير شهيد المعركة. أما شهيد المعركة وهو من قتله الكفار في ساحة القتال فلا يصلى عليه مطلقا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد كما في صحيح البخاري وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم، ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم. وأما ما ورد في زيارته لهم بعد وصلاته عليهم فالمقصود بالصلاة الدعاء، لا حقيقة صلاة الجنازة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني