الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هو حكم من يحفظ القرآن كاملا ثم ينقطع عنه لفترة من الزمن فينسى الكثير مما حفظ، مع العلم بأنه غير قادر على استعادة هذا الجزء الكبير الذى نسيه، نظراً لظروف الدراسة، فهو في كلية الطب ولم يستطع أن يوفق بين حفظ القرآن ودراسة الطب، أفيدونا بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن نسيان القرآن بسبب تركه والانشغال عنه بأمور الدنيا أقل أحواله أن يكون مذموماً، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 19089، والفتوى رقم: 19564 أقوال العلماء في هذا الموضوع فنحيل السائل إليها.

ومع هذا فإن حفظ القرآن ليس بواجب سوى ما تتوقف عليه صحة الصلاة وهو الفاتحة، وعليه فإن الأولى بلا شك لمن يشتغل بتحصيل علم مباح مثل الطب ونحوه أن يجمع بين تعاهد القرآن وبين دراسته، ولا يسوغ له الانشغال بالدراسة ترك تعاهد ما حفظ من القرآن حتى ينساه، وهذا أمر سهل وليس جمع نقيضين.

أما من لم يحفظه أصلاً أوحفظه ونسيه بحيث يصعب عليه الجمع بين حفظه من جديد وبين مواصلة دراسته فليحافظ على ما بقي عنده من القرآن، ثم إذا كان انشغاله بالحفظ من جديد قد يفوت عليه فرصة الدراسة أو التخرج منها فلا حرج عليه في تقديم مواصلة الدراسة، فإذا انتهى منها استرجع ما كان قد نسي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني