الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤمن يأمل من الله تعالى أكثر مما يدعو ويتصور

السؤال

دعوت الله كثيرا منذ سنين من أجل التعيين في وظيفة ومضت الأيام ولكني وجدت نفسي لم أرشح لهذه الوظيفة بعد التقدم والاختبارات مع أنها كانت أملي الوحيد في الحياة وأمل أسرتي أيضا. وأصبح الحلم يتلاشى من أمام عيني وأنا أنتظر فرج الله علينا ومنه بالفضل علينا وبدأت نتيجة هذه التقديمات تظهر تباعا ولم أجد اسمي فيها ولكن هناك آمل إذا وجدت واسطة كالمعرف هذه الأيام أن يكون اسمي من المرشحين .....وبعد ذلك بدأت أدعو الله كثيرا كثيرا وأقوم وأصلي صلاة الحاجة وأدعو الله ولكني أجد نفسي أقوم بالبكاء وأنا أدعو الله في صلاتي حزنا على حالي وما أصابني وماذا أفعل بعد ذلك وكيف يكون مستقبلي وحلم عمري تحطم ولا أستطيع فعل شيء وأحيانا أتساءل لماذا الله لم يجب دعوتي أنا سيئ لهذه الدرجة مع أنني أصلي الحمد لله وأصلي في الجامع وأصوم الاثنين والخميس والحمد لله وأفعل الخير وغير ذلك ..............فهل البكاء هذا في الصلاة حرام أم لا ؟؟؟؟ وماذا أفعل في مثل حالتي وهى لم تكن المرة الأولى التي يضيع فيها أمل كبير بالنسبة لي ؟؟؟؟ وماذا أفعل لكي أكون مستجاب الدعاء مع أني أقوم بالدعاء في الأوقات المباركة والصيغ السليمة ؟؟؟ وأنا أعرف أن عدم استجابة الله للدعاء في الدنيا قد يكون له أجرا في الآخرة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على العبد أن يحسن ظنه بالله ويوقن أن رزقه مضمون وقد تعهد به الله تعالى وهو الغني الكريم الفعال لما يريد، وقد كتب للعبد رزقه ولن يموت حتى يستكمله، وبقدر حسن ظن العبد بالله يعامله الله، كما في الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني.
وعليه أن يكون عالي الهمة في الدعاء والأمنيات، ويأمل من الله تعالى أكثر مما يتصور في ذهنه، ولا يجعل وظيفة ما هي أمله الوحيد فإن الله قد يعوضه أكثر وأفضل مما كان يطمح إليه.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.

وفي لفظ آ خر: إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان وصححه الألباني.

وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن الله تعالى اجتبى موسى وأنعم عليه فإنه خرج ليقتبس النار فرجع وهو كليم الواحد القهار، وفي مثل هذا قيل:

أيها العبد كن لما لست ترجو * من صلاح أرجى لما أنت راج

إن موسى أتى ليقبس نارا * من ضياء رآه والليل داج

فانثنى راجعا وقد كلمه الله وناجاه وهو خير مناج

فعليك يا أخي أن تواصل الدعاء ولا تمل. ففي صحيح مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر ويدع الدعاء.

وفي المسند من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر.
فعليك أخي أن تطرق الأبواب الممكنة كلها حسب استطاعتك ولا تعلق نفسك بشيء خاص، وأن تعلم أن الله كريم رحيم بعباده وأنه يختار لعباده ما هو أصلح لهم.

فأحسن ظنك به وأمل منه تحقيق مصالحك الدنيوية والأخروية، وراجع في موضوع البكاء والزيادة في موضوع استجابة الدعاء الفتاوى التالية أرقامها: 25109، 20789، 23599، 53348، 49867، 2395، 30707، 35247، 14947، 55754.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني