الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحسان إلى الزوجة أمارة على خيرية الرجل ونبله وحسن خلقه

السؤال

أنا إنسانة متدينة أعرف واجباتي نحو زوجي والله يعلم كيف وقفت مع زوجي وتحملت صعاب المعيشة معه وكنت أنا متحملة كل التكاليف المعيشية دون أن يلاحظ شيئا ولم أطلب منه أي شيء منذ زواجنا وقد مر على زواجنا حوالي 4 سنوات وكنت أراعي الله في تعاملي معه والحفاظ على بيته والآن بعد هذا كله أصبح يتشاجر معي لأتفه الأسباب ويتفوه بكلمات غير لائقة ويصفني صفات غير لائقة ولا يتذكر لي أي شيء ويصف عيشي معه بأنه مر، فهل هذا جزائي بعد كل هذه المعاملة القاسية ودائما ما يذكرني بأن الزوج الغاضب من زوجته لا تدخل الجنة أبدا وهذا هو سؤالي فهل هذا صحيح حتى لو كان الزوج ناكرا للجميل وغير مراع الله في تعامله مع زوجته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن شتم المسلم وسبه من المحرمات التي يجب الحذر منها، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.

وإذا كان هذا محرما في عامة المسلمين فهو فيمن له حق العشرة كالزوجة أشد، لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} فالإحسان إلى الزوجة وإكرامها أمارة على خيرية الرجل ونبله وحسن خلقه وقوة إيمانه بخلاف المسيء إليها، ويشهد لهذا ما روي في الأحاديث النبوية، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله. وقوله: استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عندكم عوان. رواه الترمذي

ومن هنا نقول لزوجك: عليك أن تتقي الله تعالى وتكف عن سب زوجتك وإهانتها لأن ذلك يتنافى مع الخلق الحميد فضلا عن كونه محرما تعاقب عليه، أما أنت أيتها الأخت فننصحك بالصبر ومقابلة ما يصدر من زوجك من سوء الخلق بحسن التبعل، وحاولي نصحه وتذكيره بحقك عليه، وتنبهي إلى مجانبة تلك الأسباب التي تجعله يتفوه بتلك الألفاظ، واعلمي أن الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات، فإن قامت المرأة بحقوق زوجها على الوجه الشرعي وعملت ما في استطاعتها من طاعة الزوج في الأمور المشروعة فهي مأجورة، ولا تأثم إن كان زوجها يطلب منها ما ليس بمقدورها، أو ما ليس له حق في طلبه، وراجعي الفتوى رقم: 42469.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني