الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترحم على زوجته المسيحية التي ماتت

السؤال

أنا مسلم أعيش في روسيا وكنت متزوجا من فتاة روسية مسيحية لكنها كانت تعترف بالإسلام وبالله عز وجل و بالنبي صلى الله عليه وسلم وكانت ذات خلق حسن وكانت تذكرني حتى بمواعيد الصلاة . توفيت منذ عام هل يجوز الترحم عليها وقراءة الفاتحة على روحها أو تلاوة القرآن عليها ؟
هي كانت مقتنعة بالإسلام لكنها كانت تداري مجتمعها و لذلك لم تعتنق الإسلام

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن مات ولم يشهد شهادة الإسلام ، فلا يجوز الترحم عليه والاستغفار له ، وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه أبي طالب، على الرغم من اعتراف أبي طالب بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحسن ما جاء به من عند ربه، ودفاعه عنه، إلا أنه امتنع من النطق بالشهادة والدخول في الإسلام، رغبة عن فراق ملة عبد المطلب، وحذار مسبة قومه، فلم يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار له، ففي الصحيحين عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة: 113} وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}

وعليه فلا يجوز الترحم على المرأة المذكورة ، ولا قراءة القرآن لروحها لأنها ماتت على الشرك. وفي الفتاوى الكبرى " سئل شيخ الإسلام رحمه الله : فيمن ترك والديه كفارا ولم يعلم هل أسلموا ، هل يجوز أن يدعو لهم ؟ . الجواب : الحمد لله ، متى كان من أمة أصلها كفار لم يجز أن يستغفر لأبويه ، إلا أن يكونا قد أسلما ، كما قال تعالى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ." انتهى كلامه

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني