الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة الزوجة بسكن مستقل من حقوقها الشرعية

السؤال

أنا سيدة متزوجة أسكن أنا وزوجي مع أهله في بيت متوسط الحجم أعاني من مشاكل عدة، الحجرة التي أسكنها لا تسعني، مع العلم بأن لدي ابني تسع سنوات وابنتي ثلاث سنوات، أنا موظفة وزوجي موظف ودخلنا لا بأس به يخول لنا فتح بيت، حياتنا الزوجية تعرف فتورا يوما بعد يوم بسبب مضايقة أهله، زوجي جد مرتاح بجلسته مع أهله لدرجة أنه لا يفكر نهائيا في الخروج لا يبالي بي يخرج بالساعات الطوال لا يعير اهتماما لأي شيء في المنزل يدخل كل يوم متأخرا العاشرة والنصف ليلا، همه الوحيد هو أن يخرج بأحسن ثياب وأن يتعطر بأجمل العطور ويجلس في المقاهي لا يبالي بالصلاة ولا بقراءة القرآن، وعندما أقول له اتق الله يقول لي أنت مريضة هل تريدين أن أجلس معك في المنزل أنا لست امرأة لا زال الرجال في المقاهي يجلسون، بالإضافة إلى هذا أهله يشجعونه على الخروج ويقولون الرجل رجل يفعل ما يريد وليس للمرأة أن تتكلم في هذا زيادة على أنهم يحضون أبنائي وزوجي علي وعلى أهلي لكي لا يرافقوني وبالطبع لا يرافقني لأي مكان ولا يصل أقاربي، افتقدت إلى الأمان وصرت لا أطيق العيش في ذلك المنزل لأنه مليء بالمكر والخداع والشعوذة، كما صرت أخاف على أبنائي من ذلك الجو الاأخلاقي لدي إحساس بالاختناق، قامت بيننا مشاجرات عنيفة على وضعي في المنزل فقال لي إذا أردت منزلا وحدك اختاري منزلا في السكن الاقتصادي ثم ندفع الكمبيالات معا بمعنى آخر سوف نتعامل بالربا، وللعلم أنا امرأة متدنية وأخاف الله ولا يهمني في هذه الدنيا سوى رضاه، أنا جداً محتارة في أمري، أفيدوني؟ جزاكم الله عني خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق المرأة أن تنعم ببيت مستقل تملك فيه حريتها، كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 51137، والفتوى رقم: 66191.

فإن لم يوفر لها السكن المستقل جاز لها أن تطالبه به وأن تمتنع عنه حتى يعطيها حقها، أما السكن بأقساط ربوية فلا يجوز إلا في حال الضرورة بحيث لا يجد الإنسان مسكنا غيره.

ونوصي الزوج بتقوى الله تعالى وأن يقوم بحق زوجته ويحسن عشرتها، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي بسند صحيح، ولمعرفة حقوق الزوجة على زوجها تنظر الفتوى رقم: 3698. وأن يجتنب السهرات التي تعود عليه بالضرر وضياع الأوقات في غير طاعة أو أمر نافع.

ونوصيك أيتها الأخت الكريمة بالصبر والدعاء ولن يضيعك الله أبداً، وعالجي الأمر بحكمة ولين وموعظة تختارين لها الوقت المناسب والأسلوب المناسب لعل الله يغير حال زوجك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني