الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سرق ثم طلب المسامحة من المسروق منه

السؤال

شخص سرق مني مبلغا من المال وبعد فترة ليست بالقليلة اعترف بذنبه وتوسل إليّ أن أعفو عنه, فقلت له أنا سأكون أحسن منك وسأعفو عنك، لكن بشرط يجب أن تستغفر الله على فعلتك وتلتزم الصلاة, سؤالي هو: بعد اعترافه هل سيكون مذنبا والمال الذي بذمته حرام عليه، في حين وعد بالتسديد..؟ وتقبلوا مني الاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسرقة كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: ..... ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن.... رواه البخاري ومسلم.

وإذا سرق الشخص فالواجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، كما قال الله تعالى في شأن السراق: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:39}.

ويجب عليه رد المسروق إلى صاحبه لحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.

فإن سامح صاحب المال السارق وعفا عنه ولم يطالبه بماله فقد برئت ذمته وطاب له المال.

وعليه.. فهذا السارق الذي تسأل عنه إذا تاب توبة صادقة، ورد إليك المال الذي سرقه منك أو مثله إن كان قد فات، أو سامحته أنت فيه وتركته له، أو قبلت منه أجلاً معيناً في تسديده، فإنه لا يصير بعد ذلك مذنباً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني