الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوج امرة فوجدها غير عذراء ماذا يفعل؟

السؤال

ماذا لو تزوجت من فتاة فاكتشف يوم الزفاف أنها غير عذراء هل يجب علي تطليقها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن من تزوج امرأة ثم اطلع على أنها ثيب فلا يخلو من أمرين، الأمر الأول: أن يكون ‏اشترط عليها أو على وليها أن تكون بكراً، الأمر الثاني: أن لا يكون اشترط ذلك وإنما ‏كان يظنه في نفسه، ففي حالة ما إذا اشترط، أن تكون بكراً، ثم وجدها على خلاف ما ‏اشترط، فإن الراجح من أقوال العلماء أن له الخيار إن كانت بكارتها زالت بجماع، أما إن ‏كان زوالها بوثبة أو نحوها فلا خيار له، لأن زوالها بغير جماع مما يخفى على الولي، بل ‏قد يخفى على المرأة نفسها، وفي الحالة الثانية وهي: ما إذا لم يشترط البكارة وإنما كان ‏يظنها فلا خيار له، ثم إن الخيار إنما يثبت لمن له الخيار من الزوجين حيث لم يصدر منه ما ‏يدل على رضاه ، كتلذذ الزوج بزوجته بعد علمه بالسبب- ثيوبة أو ‏غيرها- وكتمكين الزوجة من نفسها بعد علمها بعيب الرجل الذي تملك بموجبه الخيار، ‏أما إذا صدر منه ما يدل على رضاه فإنه يسقط خياره. وعلى كل حال: فالرجل لا ‏يجب عليه الطلاق ولا الفسخ سواء كان له الخيار أو لم يكن له، بل إن استمراره مع ‏زوجته المعيبة حيث لم يكن عليه ضرر في استمراره معها، وبقائها في عصمته، وإغضائه ‏عن عيبها قد يكون من الأخلاق الحميدة، والسجايا الحسنة.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني