الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حج من لا يدفع الضريبة

السؤال

زوجي يعمل في بلد أجنبي ﴿ فلندا ﴾ منذ سنة و نصف؛ لكن بدون أوراق رسمية و بالتالي لا يملك حقوقا مثل التأمين و ليس عليه واجبات مثل الضرائب. يود الادخار من ماله لتأدية فريضة الحج السنة القادمة قيل له لا يجوز بما أنه لا يدفع الضرائب رغم أنه يعمل في الحلال فما رأيكم؟ و شــــكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أنه لا يجوز لزوجك أن يبقى بدون أوراق رسمية إذا كان ذلك يخالف نُظُم ونصوص التشريع في الدولة التي يقيم فيها. ويتأكد الأمر إذا كان يؤدي به إلى الإهانة أو الإذلال أو يعطي الانطباع السيئ عن الإسلام وأهله. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه، قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

وأما الضرائب فإن كانت من النوع الذي أذن في أخذه، وهو محدد بالفتوى رقم:5107، والفتوى رقم:11198، فإنه يلزمه الوفاء بها، ولا يجوز التحايل على شيء منها.

وأما الحج فهو إنما يجب على المستطيع القادر، ويجب أن يكون المال الذي تؤدى به فريضة الحج من حلال خالص، لأن الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا كما صح في الحديث.

وبناء على جميع ما تقدم، فإن كان امتناع زوجك عن دفع الضرائب غير سائغ له بحسب ما ذكرناه، فإنه لا يجوز أن يحج بالمال الذي جمعه على الوجه المذكور،. وإن كان الأمر بعكس ذلك، فلا حرج عليه في أن يحج بما جمعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني