الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقييم المدرس لطلابه يخضع لمعايير عدة

السؤال

مشايخنا الأفاضل أتمنى من الله عز وجل أن تكونوا بخير وعافية،اليوم عندي مشكلة وليس سؤال وأتمنى منكم أن تساعدوني في حلها وتعطوني الرأي السديد فيها، ويجزيكم عني الله كل الخير.
أنا تعبت في حياتي كثيرا وظلمت كثيرا، ومع هذا دائما أقول كله أجر وخير بإذن الله.
فمنذ شهر تقريباً التحقت بمعهد لتدريس اللغة الإنجليزية " دبلوم لمدة سبعة أشهر تقريباً "وذلك بمبلغ لا يستهان به على أن تتحمل نصف المبلغ الجهة التي أعمل بها ونصف المبلغ الأخر أتحمله أنا من حسابي الشخصي، وقد سجلت معي ابنة صاحب العمارة التي أنا مستأجرة عندهم، وهي بنت طيبة وتربطني بها علاقة طيبة ، ولكن طبعاُ معروف الفرق بيني وبينها فهم أغنياء جدا ومع هذا هي متواضعة جدا معي، المهم سجلنا في المعهد مع بعض وفرحت بصحبتها ورفقتها معي وكان عددنا في الفصل لا يتجاوز " سبعة أشخاص " أنا وهي وخمسة أولاد وربنا وفقنا بمدرس ممتاز وعنده أسلوب قوي في توصيل المعلومة. المهم كان طول الوقت أستاذنا يشيد بأني أنا أفضل واحدة في الفصل من حيث المستوى فكان يعطي الأفضلية لصديقتي ويميزها في كل شيء في تصحيح الواجبات هي الأولى في الإجابة على السؤال هي الأولى حتى إذا غلطت يتجاوز عن غلطها ويشجعها ..... وغيرها من التصرفات الأخرى، كل هذا لم يكن في بالي وأنا كنت على يقين ولازلت أنه يفضلها ليس لغرض في نفسه لا والله فالأستاذ إنسان محترم ومتزوج وكذلك صديقتي متزوجة وعندها طفلان، فقط حاليا هي في بيت أهلها لسوء تفاهم بينها وبين زوجها. سبحان الله القبول من الله والأستاذ يميل لها ويشجعها لأنها فعلا هي مثلي جاءت لكي تتعلم فعلاً. المهم جاء نهاية الدورة الأولى ويجب أن نمتحن لكي يتحدد مدى استيعابنا لما أخذنا. وفعلاً امتحنا وكان امتحانا لا يستهان به وطويل جدا. المهم أجبت على جميع الأسئلة ولله الحمد وكنت متوقعة أنني أحصل على الدرجة النهائية بإذن الله.
وللعلم صديقتي كنت أنا دائما أساعدها في واجباتها. ودائما تأتي عندي لكي نتذاكر مع بعض ودائما تقول لأهلها وصديقاتها بأن مستواي أفضل منها وأنا أقول لها دائماً: إن شاء الله تتحسني وتكوني أحسن مني وهي فعلاً مجتهدة جداً وتحاول بكل استطاعتها أن تتعلم وهذا أنا أشهد لها به.المهم جاءت يوم إعلان النتائج فأعلن الأستاذ بأني حصلت على 98% ولله الحمد لكن المفاجئة كانت أن صديقتي حصلت على نفس الدرجة 98% بالرغم أنها نسيت سؤالاً بأكمله لم تحل إجابته وعندها غلطات كثيرة عندما راجعنا مع بعض فهي كانت قلقة أنها نسيت سؤالا فكنت أطمئنها بأنها سيراعي الأستاذ مشاركتها في الفصل وعدم غيابها وواجباتها الكاملة دائماً . لكن لم أكن أعلم سيراعيها إلى أن يجعلها تساويني في الدرجة فهذا هو عين الظلم لي حينها أحبطت تماماً فلم أعد أستوعب ما يقول الأستاذ في الفصل لأني استأت وشعرت بأني ظلمت وبعد انتهاء الحصة شعر الأستاذ بأني لست على ما يرام فسألني ماذا هناك , ماذا عندك ؟, لماذا أنت متغيرة؟ وبكل صراحة أجبته والعبرة تأكلني بأنك يا أستاذ لم تعطني حقي.. فقال لي: هل كنت تريدين 100% لا يوجد أحد يأخذ العلامة كاملة لأن معنى ذلك أن الطالب تفوق على الأستاذ فقلت له: لا يا أستاذ أنا قابلة حتى 90% وهي درجتي فعلياً لكن أنت ظلمتني المهم وكانت صديقتي موجودة في هذا الحوار وقالت يا أستاذ: هي تحسست مني لماذا أنا 98% فقال الأستاذ لها: أنت متميزة في كل شيء وكنت دائما مثابرة وتعملي كل واجباتك ونشيطة واعتمدت هذا النشاط فأعطيتك هذه الدرجة تشجيعا لك ولجهدك حتى وإن نسيت سؤالا بأكمله فحضورك القوي جعلني أتغاضى عن ذلك فرددت عليه أنا وقلت يا أستاذ: وأنا، فقال: وأنت متميزة أيضاً فقلت إذن أنت مدين لي بدرجات زيادة تتعدى المائة يا أستاذ .المهم بقي مصرا الأستاذ على موقفه وقال العادل هو الله. وقلت لصديقتي بأني لن أكمل الدورات ولكن بعد تراجعت وقلت لها: سأكمل ولكن لن أتعب نفسي وأبذل كل ذلك الجهد لكي أتميز وفي النهاية يظلمني الأستاذ فسأكتب واجباتي وأشارك معه ليس بتلك الروح العالية التي كنت أتحلى بها فنصحتني بأن تميزي هو لي وليس لأحد غيري ولكن أنا عندي مبدأ أن الاجتهاد يكون للشخص نفسه وإذا كان هناك تشجيع وحافز فسيشجع على التميز، فأنا أريد منكم مشايخنا أن تساعدوني فهل كل ما شرحته يعتبر ظلما لي أولا؟ وهل أنا على حق أولا؟ وماذا أفعل هل أستمر في الدراسة أو أوقفها؟ أفيدوني جزاكم الله عني كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الاختلاط في الدراسة خطر كبير، وكنا قد بينا ذلك من قبل فلك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 11320.

وما ذكرته من تصرف الأستاذ وتسويته لصديقتك معك في الدرجة، مع أنها مقرة بتفوقك عليها، والأستاذ يشهد بذلك، قد يكون فيه ظلم لك وقد لا يكون.

ذلك أن للأستاذ معايير كثيرة ومقاييس متنوعة لتقويم طلبته، فقد يعطي الدرجة العليا لهذا لحسن إجابته، وقد يعطيها لذاك لحسن سلوكه، وقد يعطيها لآخر مراعاة لظروفه النفسية لتكون حافزا له على الجد والمثابرة، وقد يعطيها لمعايير أخرى يحددها هو انطلاقا من الظروف البيئية والنفسية التي فيها الطلبة.

وعلى أية حال، فإن نصيحتنا لك هي مواصلة الدراسة في فصل غير مختلط إن أمكن ذلك، أو التوقف عنها إن كنت لا تحتاجين إلى الشهادة التي تريدين الحصول عليها.

وليس هذا من باب أنك مظلومة وأنه هو الرد المناسب لما فعله ذلك الأستاذ، ولكن من باب الاحتياط للدين. فإن جميع ما يمكن أن يكسبه المرء في هذه الدنيا لا يساوي شيئا إذا قيس بما يترتب على أية مخالفة شرعية.

فدين المرء رأس ماله ولله در القائل:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني