الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القرآن في المسجد بين الأذان والإقامة بصوت عال

السؤال

الإخوة الكرام يوجد بالمسجد الذي بجوارانا رجل من الشيوخ المعروفين بقراءة القرآن الكريم في العزاء، ومثل ذلك يأتي في أوقات الصلاة، ويقوم بقراءة القرآن بين الأذان والإقامة، وأحيانًا يؤخر موعد الصلاة بعض الشيء. فهل هذا يجوز أم لا؟ مع العلم أن قراءة القرآن بين الأذان والإقامة تشوش على المصلين الذين يقومون بصلاة السنة، وإذا تركوا السنة وجلسوا لقراءة القرآن فقد أضاعوا الصلاة، وذلك لقوله تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون. وقد تحدثنا مع هذا الرجل فأبى وتكبر وقال هذا شيء عادي وكل واحد حر، وكذلك لو ذهبت إلى واحد في بيته ولقيته قد جعل الإنترنت في مكان هل ستقول له لا ضعها في مكان ثان، فرددت عليه وقلت له يا شيخنا لا يوجد وجه تشابه بين الاثنين، فبيتي أنا حر فيه، أما هذا فبيت الله، ونحن مسلمون ولا يهمنا إلا الصالح، وقلت له إنه عند قراءة القرآن يجب علينا سماعه ولا نقوم بعمل أي شيء آخر استنادًا للآية الكريمة، فقال وما المشكلة إذا لم تصل ركعتي السنة.
أرجو توضيح هل القراءة بين الأذان والإقامة حرام أم لا؟ وما الدليل على ذلك؟ وما الواجب علينا فعله تجاه هذا الأمر، لأننا حينما تكلمنا في ذلك صرخ هذا الشيخ واجتمع الناس وكادت تحدث مشكلة كبيرة.
أرجو الرد سريعًا مع التفصيل والإثبات، ولكم جزيل الشكر، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقراءة في مثل هذه المناسبات بدعة محدثة، ولا يجوز أخذ الأجرة عليها، وأما قراءة هذا الشخص في المسجد بين الأذان والإقامة بصوت عال، فلا ينبغي لما يترتب على ذلك من المفاسد كالتشويش على المصلين والقارئين، وقد جاء في الحديث: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. والحديث صححه أبو عمر ابن عبد البر، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وذكر العلماء أن من جملة آداب التلاوة: أن لا يجهر بين مصلين أو نيام أو تالين جهرًا يؤذيهم.

وليس له الحرية في هذا التصرف في مكان عام للمسلمين وهو المسجد، لأن للجميع حقًا في التعبد فيه، ويمنع الواحد منهم أن يشغل غيره، كما أنه ليس له أن يؤخر الصلاة عن وقتها لمجرد القراءة، لأن أداءها أول الوقت أفضل، ولأن بعض الناس قد يكون مرتبطًا بعمل بعدها فيتسبب في تأخره وربما تضرر به.

وأما بالنسبة لاستماع القرآن، فليس بواجب خارج الصلاة، والآية المذكورة إنما المراد بها وجوب استماعه في الصلاة؛ كما بيناه في الفتوى:22205، وعليه.. فلو دخلت المسجد والقارئ يقرأ أو الخطيب يخطب، فالسنة أن تصلي الراتبة، وتنوي بها أيضًا تحية المسجد، ولا تجلس بلا صلاة.

والذي ننصحكم به هو التلطف في نصح الشخص المذكور وبيان كلام العلماء في المسألة عسى الله أن يهديه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني