الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هزل المرأة في أمور الزنا وترويع الرجال

السؤال

ما حُكم امرأةٍ قالت لرجل: ( سأخبر أهلك أن الذي في بطني هو ابنك، وسأشهّر بك وأفضحك)، ثم لمّا روجعت في ذلك قالت: (كنتُ أمزح، ولستُ بحبلى أصلاً) فما حُكم تلك المرأة؟ هل عليها حد القذف لقولها هذا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما قالته هذه المرأة منكر لا يحل لها قوله، وهو يدل على الاستهتار بتعاليم الشرع وبضعف الإيمان عند هذه المرأة ، ولا شك أنها تأثم بذلك ولما فيه من ترويع المسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما . رواه أبو داود وغيره ، وفي رواية : لاعبا ولا جادا . فعلى هذه المرأة أن تتوب إلى الله تعالى وتستسمح من هذا الرجل الذي جرحت شعوره وروعته بهذه المقولة، وإن كان الأمر لا يصل إلى حد القذف أو التعريض به ، فقد عرف ابن جزي المالكي القذف بقوله : هو الرمي بوطء حرام في قبل أو دبر أو نفي من النسب للأب بخلاف النفي من الأم ، أو تعريض بذلك... كقوله: ما أنا بزان ، وما أنا زان .. وعلى هذا فهي لم ترمه بالزنى وإنما أخبرته بأنها ستخبر أو تقول ، ولم تقل ذلك ولم تخبر به أحدا ، وما دامت لم تخبر بذلك ولم تقله لأحد فإنها لا تعتبر قاذفة ، ولكنها تعتبر كاذبة ومستهترة ومخالفة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم ولذلك ليس عليها حد القذف ويمكن لولي الأمر أن يؤدبها بما يراه مناسبا ، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتويين : 29732 ، 34262 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني