الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غض البصر وتزين الزوجة لزوجها

السؤال

1) أسكن في منطقة العري والمومسات بشكل فظيع جاهدت نفسي طيلة فترة شبابي والآن بعد الزواج أصبحت أعشق الجمال أكثر لم أنحرف والحمد لله لكن لم أستطع "غض البصر".رجائي منكم إعانتي حتى أشفى من هده العلة. (أنا 30 سنة)
2) متزوج من 4سنوات زوجتي لم ولا تتجمل لي قط. شغلي مرهق حين أعود إليها تكون غالبا عبوسة .أنا متدين منذ صغري كنت تمنيت زوجة تعينني على تقوية ايماني وأجد المسكينة التي أرادها الله من الزواج لكن للأسف وجدتها لدى فتاة متدينة كانت على وشك الضياع فأخدت بيدها فصرنا نشتاق للقاء ( ليس في خلوة) فقد كانت هي ضالتي وأخشى أن تتطور الأمور_ حتى تعدد الزوجات ممنوع_ فبالله عليكم نصحي وهل مثل هذه العلاقة محرمة. أنيروا طريقي يرحمكم الله.
3)كنت دائم الحرص على الصلاة في المسجد والآن حين أدخلها أجد في نفسي رغبة في إنهاء الصلاة للخروج. فحين أني مند البداية أذهب لكسب أجر من الله. فهل هذا من وسوسة الشيطان و النفس أم ضعف إيمان؟
4) حين أدخل في الصلاة تحدثني نفسي أن الناس ينظرون إلي فأعتدل فأحاول مع هذه الهواجس. فهل هي كذلك أم نوع من الرياء؟
جزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المرأة أن تتزين لزوجها وتبش في وجهه وتسعى في مرضاته لتتحصل على الخيرية التي جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. روى أبو هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في ما يكره في نفسها ولا في ماله. رواه أحمد وأبو داود والبيهقي.

ومع هذا فإن الزوجة إذا لم تلتزم بالتزين لزوجها، فإن ذلك لا يبيح له إطلاق النظر إلى المحرمات. قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{النور:30}.

وثبت في حديث مسلم عد النظر للمحرمات من أنواع الزنى، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: العينان تزنيان وزناهما النظر.

واعلم أن ما ذكرته من العلاقة محرم تماما وهو خطوة من خطوات الشيطان، فعليك أن تقطعه فورا.

وإذا علمت من نفسك أنك لا تستطيع ترك تلك الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، فعليك أن تتزوجها ولو أدى ذلك إلى تطليق زوجتك إن لم يمكن الجمع بينهما، فإن دين المرء هو رأس ماله.

ثم ما ذكرته من أمر صلاتك يعتبر نوعا من الرياء سببه ضعف في الإيمان.

واعلم أن الرياء من أخطر أمراض القلوب، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه، حيث قال: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه الترمذي الحكيم وصححه الألباني. وفي رواية ابن عباس: الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا. ويمكنك أن تراجع في علاج ضعف الإيمان فتوانا رقم: 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني