الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلحق الزوج إثم ترك إتيان أهله بدون عذر لا إثم عصيانها

السؤال

سيدي أريد إجابة واضحة قاطعة وليس كما تفضلتم علي أن تكون الإجابة بنعم أو لا ؟
هل يترك الرجل البلد التي يعمل بها من أجل بيته وزوجته وهو ليس لديه في بلده عمل ثابت أو مصدر رزق معلوم؟ أم يستمر في بلد الغربة والرجوع إلى بلده كل عامين مع عدم موافقة الزوجة على ذلك ؟ وهل إذا خانته زوجته يكون هو مسؤولا ولو بجزء من الذنب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليعلم السائل الكريم أن رأس ماله الحقيقي في هذه الدنيا هو دينه وعرضه, فإذا وجد في بلده من العمل ما يسد به حاجاته الأساسية مع سلامة دينه واجتماعه بأهله وإعفافهم فماذا يريد بعد ذلك ؟ وفي الحديث: قد أفلح من أسلم, ورزق كفافا, وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم.

هذا, وليس في رجوع السائل إلى بلده لهذه الاعتبارات المعتبرة حقا كفرا للنعمة أو زهدا في رزق الله تعالى, فإنه برجوعه والحال هذه يفعل ما هو خير له في دينه ودنياه، وهو ما يريده الله تعالى إما وجوبا أو استحبابا, وأما مسألة عدم موافقة الزوجة على أن يسافر عنها زوجها كل هذه المدة فهذا من حقها. وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم:53510 .

هذا ولا يلحق الزوج الغائب عن أهله إثم زوجته إذا عصت الله تعالى؛ لقوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى { الإسراء:15 } وإن كان يلحقه إثم ترك إتيان أهله بدون عذر, فإنه يجب على الزوج أن يعف زوجته بالمعروف .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني