الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جمع التقديم لمن تناول السنا مكه وحكم حج الإفراد

السؤال

من يأخذ سنا مكة (العشرق) هل يجوزله أن يجمع جمع تقديم، وهل من حج مفردا صحت حجته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان شرب السنا المذكور يؤدي إلى انطلاق البطن غالبا بحيث لا يتوقف في وقت الصلاة الثانية فيجوز الجمع في هذه الحالة كما هو ظاهر كلام فقهاء الحنابلة.

قال في الإنصاف في الفقه الحنبلي: يجوز الجمع للمرض للمشقة بكثرة النجاسة على الصحيح من المذهب نص عليه، وذكر في الوسيلة رواية لا يجوز وهو ظاهر كلام المصنف وغيره وقال أبو المعالي: هو كمريض. انتهى. وفي الفروع لابن مفلح: ويجوز لمريض على الأصح للمشقة يعني الجمع وزاد يقدم خوف الإغماء واحتج أحمد بأنه أشد من السفر، وشرط بعضهم إن جاز له ترك القيام واحتجم أحمد بعد الغروب ثم تعشى ثم جمع بينهما في وقت إحداهما، قال في الخلاف: يحتمل وجهين: أحدهما أنه كان مسافرا ويحتمل أنه خاف إن أخر العشاء يمرض لأجل الحجامة السابقة. انتهى.

ولو جمع من أراد شرب هذا المسهل الجمع الصوري فذلك الأولى، والجمع الصوري هو تأخير الصلاة الأولى إلى آخر وقتها وأداء الثانية في أول وقتها، وقد نص فقهاء المالكية على أن المبطون الذي يستطلق بطنه يجمع الجمع الصوري. قال الشيخ أحمد الدردير في الشرح الكبير: وكالمبطون ونحوه فيجمع جمعا صوريا. انتهى.

أما من حج مفردا فإن حجه صحيح إذا سلم من مفسدات الحج، فالإفراد أحد الأنساك الثلاثة التي يحرم بها من أراد الحج وهو أفضل الأنساك عند الشافعية والمالكية، والتمتع أفضل عند الحنابلة ومن وافقهم، وانظر الفتوى رقم: 2973.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني