الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض الربو هل يدفع من المزدلفة مع الضعفة ليلا

السؤال

مريض الربو هل ينفر مع الضعفة؟ وإذا أتته النوبة الثقيلة وقت صلاه الفجر مثلا وأخذ العلاج مما أنهكه ونام وصلى بعد الوقت فهل هو آثم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشخص الذي يعتريه الربو بشدة بحيث يُعتبر مرضا فهو في حكم الضعفة الذين يرخص لهم في الدفع من مزدلفة قبل غيرهم من الناس قال ابن قدامة في المغنى: ولا بأس بتقديم الضعفة والنساء، وممن كان يقدم ضعفة أهله عبد الرحمن بن عوف، وعائشة. وبه قال عطاء، والثوري، والشافعي، وأبو ثور، وأصحاب الرأي. ولا نعلم فيه مخالفا، ولأن فيه رفقا بهم، ودفعا لمشقة الزحام عنهم، واقتداء بفعل نبيهم صلى الله عليه وسلم. انتهى

وفي منح الجليل ممزوجا بمختصر خليل المالكي: ورخص ندبا تقديم الضعفة أي النساء والمرضى والصبيان ونحوهم ممن تلحقه مشقة عظيمة بالبيات بالمزدلفة والسير مع الناس غدوة يوم العيد إلى منى، فيرخص لهم بعد النزول بمزدلفة وجمع العشاءين بها وإقامتهم بعض الليل في الرد أي: الرجوع للمزدلفة اللام بمعنى من وفي الكلام حذف أي: إلى منى ليلا ويسقط عنهم الوقوف بالمشعر الحرام ويرخص لهم في التأخر بمزدلفة إن باتوا بها إلى ذهاب زحمة الناس. انتهى

والوقت المشروع لمغادرة المزدلفة تقدم بيانه في الفتوى رقم: 14548. والنوم المذكور إن كان غلبة أو نسيانا أو جهلا فلا إثم فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.

وإن كان النوم بعد دخول الوقت عمدا مع القدرة مع العلم بفوات وقت الصلاة قبل الاستيقاظ فعلى الشخص المذكور أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى ويكثر من الاستغفار. وراجع الفتوى رقم: 63842.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني