الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تستحقة الزوجة بعد الطلاق وما لا تستحقه

السؤال

كانت لي زوجة وابنة - الآن بعد عام ونصف صرت مطلقاً ولدي العديد من القضايا بسبب أن أخا طليقتي محام متمكن في القانون وأنا مجرد مهندس مُسالم صبرت لسنوات عديدة على مرض زوجتي الذي أخفي عني عن قصد حتى أتممت الزواج ثم كان علي بكل الطرق أن أدفع مصروفات علاج خلل هرموني مكلف ومؤذ لنفس الرجل فيما يراه في زوجته من آثار هذا الخلل لارتفاع هرمون الذكورة.
بعد أن أكرمنا الله بطفلة بعد ثلاث سنوات من العلاج لطليقتي تغيرت كل الظروف. لم تعد ترغب في المبيت معي في نفس الفراش – حين تركت المنزل لآخر مرة كان عمر ابنتي عاما وشهرين لم تكن تبيت معي في نفس الفراش منذ الشهر السابع بعد أن أجرينا أشعة ثلاثية الأبعاد للاطمئنان على الجنين من خطر تشوه أدوية الهرمونات ومنذ أن أطمئنت على سلامة الجنين كان الهجر لي.
وكانت عندما تركت المنزل قد أتمت أكثر من عام وأربعة أشهر لا تبيت معي في نفس الفراش – لكن إذا كنت أريد أي حق من حقوق الزوج كنت أطالب به وآخذه – ولكن بمرور الوقت كرهت الشعور بالحاجة من طرف واحد كأني حيوان - وعندما شكوت الأمر لأبيها قال طالما تعطيك ما تريد ليس لك عليها شيء.
بعد أن تركت المنزل وانهمار القضايا – من نفقة زوجيه وطرد لعدم سداد الأجرة من منزل والدها الذي به شقتي وتبديد منقولات ... يئست من الإصلاح فطلقتها غيابياً وجاء بعد ذلك قضايا مؤخر صداق ونفقة متعة.
لجأت هي وأخوها وأهلها لطرق عدة من التحايل على القانون والتدليس إلي أن أخذت ضدي حكما غيابيا بستة أشهر سجن لتبديد منقولات الزوجية.
واستأنفت الحكم وثبت للقاضي التدليس على المحكمة وسألها خلال الجلسة التي حضرت فيها واستخدمت كل تأثير ضعف الأنثى من إدعاءات كاذبة ودموع - ماذا تريدي الآن رد منقولات الزوجية المدعى تبديدها أم تأكيد حكم السجن على طليقك – فطالبت وأصرت على تأكيد حكم السجن – وبعد عدة أيام اطلعنا على الحكم ووجدت أن القاضي حكم ببراءتي– لا أعرف كيف فأخبرني المحامي سب براءتي أنهم كانوا قد رفعوا عدة قضايا في عدة محاكم لتشتيتي بينهم – وكان المحامي قد حضر أحد هذه القضايا وأخذت براءة لأنهم لم يحضروا لوجود قضية رؤية ابنتي في محكمة أخرى في نفس التوقيت وكانوا ومازالوا مصرين على عدم تمكيني من رؤيتها حتى الآن(عام وخمسة أشهر) – فحكم ببراءتي أول مرة وبالتالي لم يعد ممكناً محاكمتي في نفس القضية أكثر من مرة ولم يعد لديها الحق في الإعادة بمطالبة منقولات الزوجية.
والآن والدي يُصر على أن مهر طليقتي هو منقولات الزوجية – وأنني إذا لم أسلم لها منقولات الزوجية أكون قد أخذت منها مهرها.
وصديق لي يقول إن آجل مؤخر الصداق هو مهر الزوجة وأنني إذا قضيت لها مؤخر الصداق أكون قد وفيت مهرها
فماذا أفعل الآن؟ أسلمها منقولات الزوجية ومؤخر الصداق – أم أقضي لها مؤخر الصداق فقط ولا أسلمها منقولات الزوجية التي دلست على القضاء هي وأهلها لسجني بها ونجاني الله من هذه المكيدة؟
مع العلم أنها قد تزوجت الآن من آخر ومؤخر صداقها سبعة آلاف جنيه ويطالبون بنفقة متعه بقيمة ستة آلاف جنيه وأنا أؤدي نفقة للصغيرة بقيمة مائتين وخمسين جنيها.
فأفتوني يا أهل الذكر أثابكم الله - ما لي وما علي بحكم الشرع وليس القانون مع هذه المرأة وهؤلاء الناس.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تضمن سؤالك أمرين هما: مؤخر الصداق وماهو وهل يدخل أثاث بيت الزوجية ضمنه أم لا؟

والأمر الثاني: هو متعة المطلقة؛ كما فهمنا من سؤالك.

والجواب أن مؤخر الصداق حق للزوجة يجب صرفه إليها عند أجله سواء أكان الطلاق أم غيره .

وأما أثاث بيت الزوجية (منقولات الزوجية) فقد فصلنا القول فيها في الفتوى رقم: 9494.

وبناء على هذا التفصيل المبين في الفتوى المحال إليها.. فما كان ملكا للزوجة فيجب رده إليها، أو دفع عوضه وقيمته إن لم يمكن رد عينه، وأما ما كان ملكا لك فلك التصرف فيه وكيف تشاء، ولا حق لها هي فيه.

والخلاصة أن مؤخر الصداق دين عليك للمرأة، وأن المنقولات إذا كانت من حقها فيجب عليك دفعها لها، وإذا كانت من حقك أنت -حسبما ذكر في التفصيل السابق- فلا يلزمك أن تردها إليها، ولترد إليها مؤخر صداقها الذي ذكرت.

وأما المتعة فهي من حقوقها أيضا لقول بعض أهل العلم بوجوبها؛ وإن كان الأكثر منهم على استحبابها، وليس لها قدر محدد؛ بل هي كما قال الله تعالى: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُحْسِنِينَ {البقرة:236} وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4807، 9746، 18915، 30160.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني