الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز تأخير ركعات الوتر إلى قبيل صلاه الفجر؟ جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلابد من بيان اتفاق العلماء - كما قال ابن رشد رحمه الله - على أن وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء، وينتهي عند طلوع الفجر، لورود ذلك من طرق شتى عنه عليه الصلاة والسلام، ومن أثبت ما في ذلك: ما خرجه مسلم عن أبي نضرة العوفي أن أبا سعيد أخبرهم أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر؟ فقال: "الوتر قبل الصبح" بداية المجتهد (1/301).
وعند ابن حبان: "من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له" صحيح ابن حبان (4/64)، والسنن الكبرى للبيهقي (2/478)، والمستدرك للحاكم (1/301)، وصحيح ابن خزيمة برقم: 1092
وقد استدل جماعة من العلماء بهذين الحديثين على أنه لا يشرع الوتر بعد خروج الوقت، فإذا دخل وقت الفجر لم يشرع الوتر، لكن حكى ابن المنذر عن جماعة من السلف أن الذي يخرج بالفجر وقت الوتر الاختياري، وأما وقته الاضطراري فيبقى إلى قيام صلاة الصبح (سبل السلام للصنعاني 2/33).
أما من نسي الوتر، أو نام عنه، فله حكم آخر قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "من نام عن الوتر أو نسيه، فليصل إذا أصبح أو ذكر" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.
وعلى هذا، فالوقت المختار للوتر هو ما بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر لما تقدم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الحاكم.
وينبغي أن يحرص المسلم على صلاة الوتر في هذا الوقت، ومن فاته الوتر في الليل، فليقضه شفعاً بالنهار من بعد طلوع الشمس إلى قبيل الزوال. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني