الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق إلى تذوق حلاوة الإيمان

السؤال

لماذا لا أشعر بحلاوة الإيمان و أذني لا تحب سماع القرآن بل أفضل أن أقرأه على سماعه؟ و ما الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يريد أن يذوق حلاوة الإيمان ولذته لا بد أن يرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وأن يحب أهل الإيمان ويكره أهل الكفر، ففي الحديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا. رواه مسلم.

والرضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ليس مجرد كلمة يقولها اللسان، وإنما سلوك معلوم وتوجه صادق والتزام بما جاء به الشرع الحنيف.

فعلى الأخت الكريمة –لكي تبلغ هدفها- أن تحافظ على الفرائض وتكثر من النوافل والطاعات، فقد جاء في الحديث الشريف: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به... الحديث.

وإذا اتصفت بهذه الصفات وتقربت إلى الله تعالى بالطاعات، فلا شك أنها ستجد حلاوة الإيمان، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

وإذا لم تجد حلاوة الإيمان بعد هذا فلتعلم أنها قد أخلت -قطعا- بشيء من هذه الأمور، أو أنها لم تأت بها على الوجه الصحيح.

وما ذكرته من أن أذنها لا تحب سماع القرآن هو أيضا ناتج عن نفس السبب الذي نتج عنه عدم شعورها بحلاوة الإيمان. فإذا عالجت المسألة علاجا صحيحا فسيزول عنها الأمران إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني