الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغاضي عن الهفوات من أسباب استقامة الحياة الزوجية

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ عامين وزوجي طيب جداً لكنه عنده ضعف جنسي إذ لم ننجب إلى الآن, وأنا كثيراً ما أتأثر عند رؤية الأولاد الصغار، لكن ما باليد حيلة, بالرغم من حبنا فكثيراً ما تحدث المشادات الكلامية بيننا وتصل أحيانا إلى أن أشتمه، وعامة فأنا قد أكون عصبية بالأغلب لسبب أنه يفعل الكثير من الأشياء التي تغضبني لكن دون قصد منه أنا امرأة عاملة وأعود للبيت منهكة فأجد البيت مقلوبا رأسا على عقب بالرغم من ترتيبي للبيت قبل الخروج منه فهو فوضوي جداً ولا يراعي عودتي متعبة من العمل, لكنه قمة في الطيبة والأخلاق, وهو يتحملني كثيراً عندما أبدأ بالصراخ أو الشتم، مع العلم بأنه المخطئ غالبا وهو يعترف بذلك, فأحيانا عندما تصل الأمور لذروتها أقول له عالج نفسك أولا من العقم, فهل يعد هذا نشوزا, والبارحة حصلت مشكلة كبرت جداً إذ أخذني ليشتري لي حذاء وبدأ ينظر للفتيات ويعلق على مسمعي صبرت كثيراً ثم طفح الكيل وقلت له لا أريد شراء حذاء وغضب لذلك كثيراً وأصر على أن يشتري لي حذاء، لكني رفضت وقال إنه فعل هذا ليغيظني, مع العلم بأنه للمرة الأولى ينظر للفتيات هكذا إذ لم ألاحظ عليه مسبقا, وكي أرد الصاع صاعين أخبرته أن بعض الشباب في محل الشاورما ينظرون إلي وهذا ما حصل فعلا فثار كالمجنون وبدأ يهددني, فلم يحل له أن ينظر للفتيات أما أنا فالشباب نظروا إلي ولست أنا من قمت بذلك فلم يثر وأنا لست مخطئة وكيف أتصرف معه اليوم فأنا لم أخطئ وليس له الحق بالغضب مني فهو من بدأ، فأجيبوني بسرعة؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياة الزوجية لا يمكن أن تستقيم إلا بالتفاهم والمودة والمحبة، والتغاضي عن الهفوات، ذلك أن الزواج آية عظيمة من آيات الله عز وجل، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، واعلمي أن حق زوجك عليك عظيم، فلا يجوز أن ترفعي صوتك عليه، ولا أن تشتميه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فإذا كان السباب محرماً في حق عامة المؤمنين، فكيف بالزوج الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح.

وأما هل يكون رفع الصوت والشتم من النشوز أوْ لا؟ فسبق جواب ذلك في الفتوى رقم: 81051 فتراجع.

ويحرم على الرجل أن ينظر إلى النساء مطلقاً أمن الفتنة أوْ لا، وليس قصد إغاظة الزوجة مما يجيز للرجل أن ينظر إلى الحرام، وليس نظر الزوج إلى النساء مما يجيز للزوجة أن تسبه وتشتمه، بل عليها أن تنصحه وتذكره بالله تعالى، ولا مانع أبداً أن تطالبي زوجك بأن يعالج نفسه، وليس هذا من النشوز، ورجوعك إلى زوجك واعتذارك منه، وملاطفتك له هو سبيل العلاج والحل، ولا يلزم أن تكوني أنت المخطئة حتى تفعلي ذلك، وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يهجر آخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.

فإذا كان هذا في حق عموم المسلمين، فكيف بالزوجة مع زوجها، فكوني أنت من قصدهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وفقكم الله وجمع شملكم، ولا يفوتنا أن نذكرك بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يرزقك الولد، فإن الله تعالى هو الواهب: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ {الشورى:49}، وراجعي في ضوابط لباس المرأة الفتوى رقم: 6745، والفتوى رقم: 20177، وفي ضوابط عملها الفتوى رقم: 46103 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني