الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المرأة المصابة في ذهنها وأجر رعاية أمها لها

السؤال

خالتي لديها بنت في الثلاثين من عمرها، وعندها نقص ذهني، قال لها الأطباء إن عقلها لا ينمو بصفة عادية لكنها تفهم كل شيء بدون الكلام، فهل هي مرفوع عنها القلم ومن المبشرين بالجنة، وهل صحيح أنها تدخل معها الجنة وما أجر أمها مع العلم بأن أباها متوفى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مناط التكليف هو العقل ومن فضل الله على عباده أنه إذا سلب ما وهب (العقل) أسقط ما أوجب، فإن كانت هذه البنت لا تعقل أو لا تعي ما يقال لها، فإن القلم يكون قد رفع عنها، لما رواه أصحاب السنن وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. وفي رواية: وعن المعتوه حتى يعقل.

وأما كونها من المبشرين بالجنة فيتوقف على وجود نص يدل عليه من نصوص الوحي، ولكنه من فضل الله تعالى وعظيم رحمته بعباده أنه لم يعذب أحداً منهم حتى تبلغه الدعوة وتقوم عليه الحجة، ففي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة، فأما الأصم فيقول يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار، قال فو الذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم برداً وسلاما.

وأما والدتها فلها الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى إذا صبرت عليها وأحسنت إليها... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار. رواه البخاري وغيره، وهذا في البنات عموماً فما بالك بمن يلي اليتيمة أو المعوقة فلا شك أن أجره عظيم، أما إذا كان للبنت عقل تفهم به كل شيء والذي ينقصها هو مجرد الكلام فإن على والدتها أن تعلمها كيفية الطهارة والصلاة بالإشارة وبالعمل وتنبهها على أوقات الصلاة حتى تتعود عليها، وبذلك تنال هذه الأم الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34897، 46264، 50687، 52394.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني