الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إشراك الزوج زوجته في همومه ومشاكله

السؤال

زوجي يحبني وأنا أعلم بذلك لكنه عندما يتعرض إلى ضغوطات خارجية يدخلني في ذلك وأنا أريد طريقة تخلصه من هذه العادة التي قد تبعدني منه فأرشدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج مبني على الألفة والمودة والتفاهم، لكن قد تعكر ذلك أمور عارضة للطبيعة البشرية، وسرعان ما تزول وتتلاشى إذا عولجت بحكمة ورزانة، وما من زوجين إلا ويحدث بينهما ذلك، والزوجة الصالحة هي التي تعين زوجها وتشاركه أفراحه وأتراحه، فتسعد لسعادته، وتروح عنه إن ألم به مكروه أو نابه خطب، فهذه أم سلمة رضي الله عنها يشكو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل أصحابه لما أمرهم بالتحلل يوم الحديبية فتباطؤوا في التنفيذ فأشارت عليه رضي الله عنها بأن يبدأ هو بنفسه، فقالت: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما. والقصة عند البخاري وغيره.

فلا غضاضة أن يشرك الرجل زوجته فيما ينوبه لتشير عليه وتشاركه فيها إن كانت مما يليق بها، ولكن لا يعني ذلك أنه يعكس ردة فعله وجام غضبه عليها إن أصابه مكروه ليست سبباً فيه، كما يفعل بعض الأزواج هداهم الله، فإن كان زوجك من أولئك فذكريه وبيني له بالحكمة والأسلوب الجميل أن ذلك مما لا ينبغي له، والأمور إذا عولجت بحكمة ورزانة سرعان ما تتلاشى وتعقبها المودة.

وأما الطلاق وفصم عرى الزوجية فلا ينبغي أن تفكري فيه حلا لمثل ذلك فهو كالكي فلا يكون إلا آخر العلاج، وقد بينا ما يجب للزوجة على زوجها وحكم إهانته إياها وما ينبغي فعله تجاه ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32384، 9560، 1217، 1762.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني