الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل إذا خرج زوجي مع أصدقائه يوما واحدا في الأسبوع وعادة يكون بعد العمل فهل في هذه الحاله يكون مقصرا في حقي ويعتدي على حقوقي، فلقد قال لي أحد أقاربي بأن ليس للأصدقاء أي حقوق على زوجي ولا يجب أن أسمح له بالخروج معهم وزوجي يرى أن للأصدقاء والأصحاب حقوقا يجب مراعاتها، فهو يستجيب لهم إذا قصده أحد أصدقائه في خدمه بدون أن يستأذن مني ويكتفي بأن يعلمني فقط، فأرجو أن توضحوا لي هل أنا على صواب أم زوجي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حقوق الزوجة على الزوج أن يعاشرها بالمعروف، والمعاشرة بالمعروف يندرج تحتها أمور، منها:

الكسوة، والنفقة، والمسكن، والمعاملة الحسنة، وأمور الفراش ونحو ذلك، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}،

ومنها: أن يصبر على أذاها ويتحمل منها ما يصدر عنها من أخطاء، ويحتسب الأجر عند الله على صبره، كما قال عليه الصلاة والسلام: لا يفرك -أي لا يكره- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم وغيره.

ومنها: أن يذكرها بخير ويثني عليها عند أهله وأهلها، فلا يحرجها بكلمة سيئة ليحط من قيمتها بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وهو صحيح.

وأما أن لا يخرج مع أصدقائه ولو يوماً واحداً في الأسبوع إلا بإذنها فذلك ما لم نقف على من قال به من أهل العلم، وبالتالي فلا نراه حقاً للزوجة، وينبغي أن يعلم كل من الزوجين أن الحياة الزوجية لا تخلو من بعض المنغصات، فالصبر وغض الطرف وتحمل كل منهما الآخر مما يعين على استمرار الحياة، والله تعالى يقول: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ {البقرة:237}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني