الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شتم الأولاد وإهانتهم أمام الغير

السؤال

أبنائي يكرهون والدهم لأنه كثير الشتم والسب وهو يهينهم أمام الجميع دون مراعاة الأماكن التي يكون فيها في الشارع أو السوق أو أمام أعمامهم وأخوالهم وحتى أصدقائهم وأحيانا بدون سبب كأن يسأل أحدهم سؤالا أو يطلب شيئا أو يتباطأ في رد، لهذا أصبح أولادي مثله فماذا أفعل حتى أحميهم من سوء الخلق، علما بأني أذكرهم بمخافة الله وبالصلاة وأحثهم على طاعته دون تذمر، لكن لا فائدة فيقولون لي هو يعاملنا هكذا ونحن سنكون مثله، أولادي أعمارهم: 20 , 18 ,14, 9 وأسوأهم أصغر اثنين، فأرجوكم أفيدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعاملة الوالد لأولاده بالطريقة المذكورة لا تجوز شرعاً، لما لها من أثر نفسي سيء على الأبناء ويمكن الاطلاع على استشارات الشبكة المتعلقة بالنواحي النفسية، وأول ثمار هذه المعاملة كراهيتهم للوالد، وهل يرجو براً وإحساناً ممن يعامله على تلك الطريقة، كما أن الأولاد يحاكون والدهم في تصرفاته، ويقتدون به، فربما تأثروا بسوء خلقه، فننصح الأم لكي تحمي أبناءها من الناحيتين المذكورتين بما يلي:

- نصح الوالد وتحذيره من عاقبة تصرفاته، وأن هذا يعود بالضرر عليه هو أولاً؛ لأنه سيجني العقوق منهم مستقبلاً.

- نصح الأولاد وتوجيههم إلى الخير، وإلى عدم التأثر بما يسمعون من والدهم.

- محاولة ربطهم برفقة طيبة، والحرص على إلحاقهم بمركز تحفيظ القرآن الكريم إن وجدت.

- لا تستعجلي الثمرة المرجوة من النصيحة والصبر فالعاقبة للتقوى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {الرعد:17}.

- نرجو أن تقرئي كثيراً في باب الاستشارات عن موضوع التربية ومشاكل الشباب وكيفية التعامل مع المراهقين منهم.

- لا تنسي وصيتهم بوالدهم خيراً وتذكيرهم بقوله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.

- عليك بكثرة اللجوء إلى الله بأن يصلحهم ويجعلهم قرة عين لك ولوالدهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني