الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة الوالد المظلوم على ولده مستجابة

السؤال

شيوخنا الأفاضل حياكم الله هو أصغر أولادي عمره 27 عاما زوجته قبل 3 سنوات لإلحاحه الشديد وهو لا يملك شيئا وسكن عندنا في البيت أنا وأبوه فقط وأنا سيدة عمري 60 عاما وأبوه 65 عاما ولم يمر أسبوع علينا أخذت زوجته تفتري علي وصدقها وأصر على الرحيل أثثت له منزلا من ثلاث غرف واستقر نوعا ما أنجبت زوجته بنتا ولم يكن معه ولا قرش تكفلت بكل شيء وأنجبت بنتا ثانية وكان وضعه أسوأ من الأول وتكفلت أيضا بدأت أبني له بيتا إلى أن يكتمل سكن في غرفتين منفصلتين قربي والله لم يمض شهر وكان قد بدأ يشتغل وحالته جيدة أوصيته على حمص لأتعشى ب نصف دينار ولما أتى بهم طلب مني ثمنهم بكيت وقلت له:( ول يما مش عيب عليك) قال هذا حقي وخرج شتمته أنا وأبوه وبعد أسبوع طلبته هو وإخوته الثلاثة حضروا ولم يحضر ثم ذهبوا إليه وقالوا أبي يريدك لم يأت ذهبت إليه ولم يأت ذهب أخوه مرة ثانية فأتى دخل علينا بطريقة فيها تحد وعدم احترام ورفع صوته عاليا على والده ونظر إلينا باحتقار وقال (ايوه الآن بتقولو غلطان) فما كان من والده إلا أن ضربه بكف وأصبح كالمجنون وأخرجه إخوته، ذهب والده مع إخوته مباشرة ولم يقبل أن يفتح الباب ردد عليه أبوه 20 مرة افتح ولم يفتح خفت على زوجي من جلطة أخرى وقلت له افتح وشتمته وقال سأحرق البيت، عدنا للمنزل ومضى 6 شهور يمر قربنا ولا يكلمنا وقلت لإخوته احضروه بطريقتكم الخاصة قال لإخوته على أن لا يفتحوا معي أي شيء ويعتذروا لأنهم هم المخطئؤن ولم يأت وأنا أصلي أبكي بحرقه وأدعو عليه بدون أن أقصد تخرج مني، ما حكم الشرع به؟
وجزاكم عنا كل خير واقبلوا اعتذاري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بر الوالدين والإحسان إليهما من أوكد الواجبات وأعظم القربات إلى الله تعالى، فقد قرن الله حق الوالدين بحقه تعالى في آيات كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: من الآية36} وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {الإسراء: 23}.. وحرم عقوقهما وجعله من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وقد عده النبي صلى الله علي وسلم بعد الشرك بالله الذي لا يغفر لصاحبه، فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا: قالوا: بلى يا رسول الله، قال:الإشراك بالله وعقوق الوالدين... الحديث متفق عليه.

وعلى هذا الولد أن يتقي الله تعالى ويتوب من ذنبه ويرجع عن غيه ويبر بوالديه ويحسن إليهما قبل فوات الأوان وقبل أن يندم حين لا ينفع الندم.

وعلى والديه اللذين أحسنا إليه هذا الإحسان كله وقابله بالإساءة أن يتلطفا به ويسألا له الله تعالى الهداية حتى لا يكونا سببا في شقائه- نسأل اله العافية- فإن دعوتهما كوالدين ومظلومين.. مستجابة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر.

وبإمكانك أن تطلعي على المزيد في الفتوى رقم: 48365.

نسأل الله تعالى الهداية والصلاح للجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني