الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر لطلب العلم طريق للجنة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة أود أن أطلب العلم الشرعي وأحفظ القرآن في مكة المكرمة أو المدينة المنورة بعدما التحقت هنا في الجزائر ببعض المدارس القرآنية لكن للأسف لم أستطع المواصلة لعدة أسباب منها قربي من أهلي وتجارتي ومشاكلها التي تشغلني عن حفظ القرآن مع أن المدرسة تبعد عن بيتي ب 320 كلم لكن أشغالي و احتياجات أهلي ونداءات أمي العزيزة تجبرني على العودة إلى البيت وعندها أعود إلى الأشخاص و الأماكن التي تعودت عصيان الله فيها وتلهيني عن عبادته و طلب العلم ومطالعة الكتب، وثانيا نقص الجو الإيماني بين الطلاب وهم أحسن حالا مني في درجة إيمان وعبادة الله عز وجل لكن لم أستطع الارتقاء بإيماني وحفظ القرآن وهذا لعدم إلقاء دروس أو محاضرات أو حلقات للذكر فانسحبت مع أنني أتردد على المدرسة من حين لآخر عسى أن أرجع للمدرسة لكن للأسف الظروف التي أنا فيها أعاقتني عن تحقيق مرادي وأنا على هذه الحالة منذ أعوام تائه أحيا حياة لا طعم لها، قلبي منشغل بالتوبة إلى الله وطلب العلم وجوارحي مجبرة على الانشغال بملذات الدنيا والمال، ولهذا فكرت في الذهاب إلى مكة المكرمة لأعتمر والإقامة لطلب العلم الشرعي هذا الصيف إن شاء الله، لهذا أنا أطلب مساعدة أو نصيحة أو توجيها من قبل أن آتي للسعودية حتى لا أقع في مشاكل الإقامة غير الشرعية.
أرجو من حضراتكم المساعدة وشكرا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نشكرك ونرجو لك التوفيق ووجود بيئة مناسبة لتحصيل العلم والإيمان، فلا شك أن للبيئة أثرا كبيرا في تحفيز الطالب على المواصلة والاسقامة، ولا شك أن الرحلة في طلب العلم لها دور كبير، ولذا نجد في حياة المحدثين القدامى الاهتمام بالرحلة في طلب الحديث كثيرا.

ولا شك أن بلاد الحرمين خير ما يرحل إليه، فننصحك بالاستخارة وإكثار الدعاء وسؤال الله أن ييسر أمورك، وإذا تيسرت لك العمرة فأكثر من شرب زمزم بنية تحصيل العلم، فيذكر أن ابن حجر شربه بنية أن يكون مثل الذهبي فأعطاه الله تعالى العلم بالحديث، وكان من خيرة الحفاظ.

وننصحك بالحفاظ على الطاعات والمواظبة على التعوذات المأثورة والإكثار من مطالعة فضل التعلم وفضل العلماء حتى تظل همتك للتعلم في ازدياد، وراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها فوائد ونصائح مهمة: 44550، 22256، 21753، 64483، 38030، 44674، 43215، 21061، 76911.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني