الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في التصرف بمعنى الخطبة أثناء ترجمتها

السؤال

لست من العوام، لكنني كذلك لست من علماء الأمة، فالرجاء أن تفتونا في هذا الأمر التالي، عسى الله أن يهدينا سواء السبيل!! أنا أعيش في الغرب منذ سنوات، وبفضل الله تعالى أقوم بترجمة خطب الجمعة والمحاضرات من اللغة العربية إلى لغة القوم الذين نعيش بينهم، كللغة رابطة لكل المتحدثين بغير العربية! هنا يقوم الخطيب بإلقاء الخطبة الأولى باللغة العربية -في الغالب الأعم يكون هذا الخطيب ليس من أهل العلم! في بداية الخطبة الثانية يقوم الأخ المترجم- بناءً على نقاط تم كتابتها أثناء الخطبة، بمحاولة تلخيص ما تم إلقاؤه في الخطبة الأولى في اللغة الرسمية للبلد الغربي، مع بعض الإضافات أو الحذف وذلك للعلل التالية، إذا كانت الخطبة العربية واضحة وموجزة ومناسبة للمستمع غير العربي، فهنا نادراً ما يحدث إضافة أو حذفا! إذا كثر الشعر في الخطبة، وهو في غالبه يفقد معناه إذا ما تم نقله إلى اللغة الغربية في الترجمة الفورية (أو شبه الفورية) مثل هذه، لا بد لي أن أستبدل ذلك ببعض المواضع من القرآن الكريم أو السنة المشرفة، حتى أعطي للمستمع غير العربي "مضموناً" يمكن أن يخرج به من الخطبة! غالباً ما يقوم الإخوة خطباء الجمعة "بتنزيل" خطب من "الإنترنت"، خطباً عربية محضة مليئة بالبلاغة العربية ومحاسنها الخاصة بها، والإطناب، والتورية وما إلى ذلك، وهو في غالبه لا يصل إلى العقل الغربي أو العقل المقيم في الغرب من غير ذواقي اللغة العربية، بمعنى آخر: لغة رفيعة، حتى لو حاولت بجهد كبير أن أنقل هذه المحاسن البديعية اللغوية إلى اللغة الغربية في هذا الوقت القصير، فلن أجد حتماً بين المستمعين غير العرب، من هو على المستوى اللغوي الغربي، ولا حتى الغربي المسلم نفسه، لكي يدرك "رفيع اللغة الغربية" المنقول عن "رفيع اللغة العربية" من حيث المؤهلات العلمية وتذوقه للغته الأصلية وما شابه! الخطب العربية المنسوخة بهذا الشكل تراعي في "ضرب الأمثال" البيئة العربية، وهذا أمر طبيعي في ترجمتي أقوم بضرب أمثال (إضافة إلى أمثال القرآن والسنة) تناسب المستمعين، بالطبع في إطار الخطبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي عليه جمهور أهل العلم اشتراط كون خطبة الجمعة باللغة العربية لأن ذلك أمر تعبدي؛ خلافاً للأحناف القائلين بجواز إلقائها بأي لغة وهو ما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي، وإن كانت هناك حاجة للترجمة فلتكن بعد الصلاة حتى تحصل موالاة بين الخطبتين وبين الخطبتين والصلاة لأن الموالاة مشترطة عند بعض أهل العلم، وهو الذي نفتي به، ولا حرج عليك أثناء ترجمة الخطبة أن تقوم بالتصرف فيها لتأتي بما يفيد المستمعين ويتناسب مع مستواهم، ولمزيد من التفصيل حول ما ذكرنا راجع الفتوى رقم: 60532، والفتوى رقم: 78834، والفتوى رقم: 59359.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني