الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث حذيفة ودلالته على العذر بالجهل

السؤال

هل يمكن اعتبار الحديث التالي دليلا على العذر بالجهل؟
عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة لا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس , الشيخ الكبير والمرأة العجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة "لا إله إلا الله " فنحن نقولها . فقال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون صلاة ولا صياما ولا صدقة ولا نسكا ؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة .ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار ، تنجيهم من النار، تنجيهم من النار. (رواه ابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي )
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث المذكور صححه الألباني أيضا، وهو إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عما سيصير إليه حال الأمة في آخر الزمان من انتشار الجهل مع تمسك بعضهم بكلمة التوحيد، والظاهر أن فيه دليلا على العذر بالجهل في حق من عاش بعيدا عن العلم والعلماء، وهذا ما تقرر عند الفقهاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيرا مما يبعث الله به رسوله، ولا يكون هناك من يبلغه ذلك، ومثل هذا لا يكفر، ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فانه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول، ولهذا جاء في الحديث يأتي على الناس زمان لا يعرفون فيه صلاة ولا زكاة ولا صوما ولا حجا إلا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقول أدركنا آباءنا وهم يقولون لا إله إلا الله وهم لا يدرون صلاة ولا زكاة ولا حجا، فقال ولا صوم ينجيهم من النار. انتهى.

ونص الحديث كما في سنن ابن ماجه عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة، فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني