الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحرم على الزوج أذية زوجته بسبب مخالفاتها الشرعية التي تابت منها

السؤال

أنا مشكلتي أن والدتي كانت تمشي في طريق يخالف الله وبعد ذلك تابت ورجعت إلى الله، والمشكلة الآن أن والدي كل يوم يختلق مشاكل معها ويشتمها بكلام لا يقبله الدين وبصوت عالٍ لدرجة أن من في آخر الشارع يسمع الصوت والألفاظ التي تخالف الدين، وكل يوم على ذلك وهذا منذ حوالي 10 سنوات، وأنا الآن مقبل على الزواج ولا أعرف ماذا أفعل، أنا أفضل أن آخذ شقة أو منزلاً بعيداً وهو لا يوافق، لقد أصبحت حين أمشي في الشارع أضع وجهي في الأرض من الشتائم التي يوجهها لي ولوالدتي، وأنا الآن على خلاف معه بسبب ذلك، لدرجة أن الكلام بيني وبينه قد انقطع وأيضاً هو لا يوافق على العروسة التي اخترتها، لأنها كانت متزوجة من قبل، علماً بأنها ملتزمة جداً وترتدي النقاب، لا أدري ماذا أفعل لحل المشاكل والخلافات بينه وبين والدتي وكذلك عدم موافقته على زواجي تؤرقني لأني أخشى مخالفة الدين إن تزوجت على هذه الحالة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

برور الأب والإحسان إليه واجب وهجرانه محرم، وتجب طاعته إذا منع ابنه من الزواج من امرأة معينة، وشتم الرجل زوجته وأذيته محرم شرعاً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين وبرهما حيث قال: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف:15}، وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، وبناء عليه فالواجب عليك هو الإحسان إلى أبيك وبره بما تستطيع، ويحرم عليك هجره وعدم الكلام معه لأن ذلك عقوق ومحرم، وسوء معاملته لأمك لا يسوغ هجرانه، وراجع الفتوى رقم: 49048.

ومن البر بأبيك عدم الزواج من المرأة التي تنوي الزواج بها إذا كان رافضاً للزواج منها بعينها، وراجع الفتوى رقم: 96131.

وإذا تزوجت فمن حق الزوجة الحصول على مسكن مستقل بها، وراجع الفتوى رقم: 59444.

ويحرم على أبيك شتم والدتك وأذيتها وعليك نصحه برفق وحكمة مع الاستعانة بمن يمكنه التأثير عليه كصديقه أو إمام مسجد حيه ونحو ذلك.

وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 48827، والفتوى رقم: 33363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني