الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يقين العبد بأن الله تعالى سيجيب دعاءه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
أنا العبد الفقير عندي الكثير من الهموم وأعلم أن ليس يفرج عني إلا رب العالمين فأستعين على تلك الهموم بالدعاء والابتهال والتضرع لله رب العالمين فهو الملاذ الآمن لكل مهموم وهو جابر الخواطر رب العالمين وهو فوق كل شكوكي وفوق وسوسات الشيطان التي يوسوسها لي وأني أعلم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بما معنى الحديث أنه يستجيب للداعي ما لم يستعجل فيقول دعوت ولم يستجب لي ومعاذ الله أن أقول ذلك ولكني أعلم أن هناك خللا في نفسي من أجل ذلك أحس أن دعائي يحجب عن رب العالمين ربما قمت بعمل يحجب الدعاء ولا أدري ما هو وقد حاولت وما زلت أصلح من نفسي ومن عملي ولزمت الاستغفار والحمد لله وأدعو الله في أغلب الأيام في الليل أو النهار وأوقات الإجابة ولكن لا زالت همومي لا تنفرج وتزداد مع الأيام, ولا زلت لا أشعر أني اقترفت من الأعمال ما يمنع الإجابة, حتى أني كل ليلة اقرأ أذكار الصباح والمساء والتي من ضمنها دعاء يمنع الهم والحزن ويقضي الديون وهو: اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن.... إلى آخره وأنا لا أقول الأذكار لتجريب رب العالمين ولكني موقنا بأن رب العالمين سيستجيب إن لم يكن مانع في نفسي, فرب العالمين أعلى من شكوكي ومع ذلك لم أستطع الزواج إلا بأن استدين مبلغ من المال وما زلت مديونا به والشركة التي اعمل بها تقريبا قد أفلست وأنا وزوجتي ليس لنا إلا هذا الراتب (اأكر الابتلاءات هنا مع كثرة النعم التي أنعمها رب العالمين علي)... فأرجو منكم أن تنصحوني ماذا أفعل لأني تقريبا قد فقدت ثقتي بنفسي كعبد أحس أن رب العالمين قد طردني مع أنه ليس لي إلا هو وأقسم بالله ليس لي إلا هو، ولا أريد منكم أن تفهموا مني أني أشكو الله لكم معاذ الله، ولكني أشكو نفسي لعلكم تدلوني إلى الخير، وما كان في هذا السؤال من خير فمن الله رب العالمين وما فيه من سوء فمن نفسي ومن الشيطان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نوصيك بحمد الله تعالى على ما أعطاك من التوفيق للدعاء والإتيان بالأذكار، ونوصيك بحسن الظن بالله تعالى واليقين بإجابته لدعاء من دعاه، ففي الحديث: أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله.. رواه أحمد. وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الحاكم وصححهما الألباني.

واعلم أن استجابة الله تعالى لمن دعاه ثابتة، فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، ولكن هذه الاستجابة قد تتم بإعطاء العبد ما يريده الآن وقد يختار الله تعالى له رحمة به ومراعاة للأصلح له غير ذلك من أنواع الإجابة فقد يدفع عنه البلاء وقد يدخر له في الآخرة فهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالح العباد وأرحم بهم من أنفسهم وأهلهم، فاحرص على الاستقامة على طاعة الله وتقواه والإكثار من سؤاله فبذلك يحقق الله لك ما يريد، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71758، 76262، 63823، 70392.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني