الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة والزكاة

السؤال

عمري 15 عاما، مصاب بحالة ‏وسوسة شديدة جدا في الوضوء ‏والصلاة. فأنا أعيد الوضوء أكثر من ‏‏5 أو 6 مرات قبل كل صلاة، بسبب ‏الوسوسة بأني أخرجت ريحا مثلا، أو ‏نزل مني بول؛ لدرجة أني من كثرة ‏حبسي للبول، وجبر العضو على ‏منع البول، بدأ يؤلمني، وأشعر فعلا ‏بأن البول ينزل. وإذا توضأت بشكل عادي، ‏في آخر الوضوء أقول: لقد نسيت ‏غسل الشعر، أو اليد، فأعيد الوضوء ‏من أوله. ويجب أن أتوضأ لكل ‏صلاة، لا يمكن أن أصلي صلاتين ‏بنفس الوضوء، بمعنى أني مثلا ‏سأصلي المغرب والعشاء مع ‏بعضهما، أتوضأ للمغرب وأصليها، ‏وبعدها أدخل لأتوضأ مرة أخرى ‏للعشاء.
وفي الصلاة لا يمكنني أن ‏أصلي بصوت منخفض، يجب أن ‏أرفع صوتي. وقد بدأت العائلة تشكو ‏من هذا الأمر؛ لدرجة أنني بدأت أسجل ‏الصلاة بالهاتف حتى أسمعها بعد ‏الصلاة، وأتأكد إن كانت صحيحة أم ‏لا؟ فإذا صليت أقول: هل قرأت ‏السورة الصغيرة أم لا؟ هل صليت 3 ‏ركعات أم 4 ركعات؟
‏ وأعيد التشهد الأخير أكثر من ‏‏10 مرات؛ لأنني أقول إني نسيت ‏جزءا منه. أصبحت في حيرة، وتعب ‏نفسي شديد لا أعرف ماذا أفعل؟
‏أحاول أن لا أعطي بالا للوسوسة، ‏ولكني أخاف أن يكون وضوئي، ‏وصلاتي غير صحيحين، فأضطر ‏لإعادتهما من جديد.
وحتى في قراءة ‏القرآن، أعيد الآية أكثر من 3 مرات؛ ‏لأنني أقول إني أخطأت في جزء من ‏الآية، حتى إني تركت قراءة القرآن ‏في رمضان.‏
‏ فهل من حل لهذه الأمور، مع العلم ‏أن هذه الحالة جديدة لم أكن هكذا من ‏قبل هذه الحالة من بداية رمضان ‏الماضي؟
وشكرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج ما تعاني منه من الوساوس هو: الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تتجاهل هذه الوساوس تجاهلا تاما، وأن تجاهد نفسك على ذلك حتى يعافيك الله تعالى، فلا تتوضأ إلا مرة واحدة، ولا تحكم بأن وضوءك انتقض، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، ومهما وسوس لك الشيطان بعد الوضوء بأنك قد نسيت غسل كذا، أو بأنك أحدثت، فلا تُعد الوضوء، وصل بهذا الوضوء ما بدا لك من فرض ونفل، ولا تحكم بانتقاضه إلا بما بيَّنا لك من اليقين الجازم، ولا تعد الصلاة أكثر من مرة، ولا تلتفت إلى أي وسواس فيها، ولا تقرأ الآية، ولا التشهد أكثر من مرة واحدة، ولا تسجل صلاتك، ولا تفكر بعد الفراغ منها في أنك نسيت شيئا من أفعالها، ومهما وسوس لك الشيطان في الصلاة بأنك لم تنطق بحرف كذا، أو بكلمة كذا، أو لم تأت بفعل كذا، فلا تعر هذا الوسواس اهتماما، وبهذه الطريقة يندفع عنك الوسواس، ويعافيك الله تعالى منه.

وانظر لمزيد الفائدة حول علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني